استمع إلى الملخص
- كاغ أعلنت عن جهود الأمم المتحدة لتحسين إيصال المساعدات في غزة عبر طرق إمداد إضافية وآلية لرصد المساعدات، مؤكدة على أهمية الإرادة السياسية وبدء استقبال شحنات المساعدات من دول مجاورة.
- مندوبو الجزائر والصين ناقشوا الوضع الإنساني المتدهور في غزة، مطالبين بضرورة إدخال المساعدات وانتقاد القيود المفروضة، مشددين على الانتهاكات للقانون الدولي والحصار المفروض، ودعوا لفحص فشل تنفيذ قرار مجلس الأمن 2720.
قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة سيغريت كاغ اليوم الثلاثاء، إن الحرب على غزة لم تسبب خلق أزمة إنسانية فحسب، لكنها "أطلقت عاصفة من البؤس الإنساني"، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودُمرت المدارس، ويهدد نظام التعليم المعطل الأجيال القادمة. وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية ضمن إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، في سياق تقريرها الدوري حول تطبيق القرار 2720 (2023) الذي تم بموجبه استحداث منصبها.
وحذرت سيغريت كاغ من أنه "مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف والنقص الحاد في الخدمات الأساسية مثل معالجة النفايات ومرافق الصرف الصحي وإمدادات المياه، فإن شبح تفشي الأمراض المعدية يلوح في الأفق". وأكدت أنه "في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من مايو/أيار، نزح مجدداً أكثر من مليون فلسطيني بحثاً عن الأمان والمأوى (...) وقد وصل عدد الفلسطينيين الذين نزحوا داخل القطاع حتى الآن إلى 1.9 مليون شخص في جميع أنحاء غزة"، مشدّدةً في الوقت ذاته على أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة". وأكدت سيغريت كاغ " الحاجة إلى وقف إطلاق النار الفوري والكامل مع الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن والوصول المستمر من دون عوائق لتقديم المساعدات على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2735".
سيغريت كاغ تكشف عن آلية للمساعدات
وكشفت سيغريت كاغ عدداً من الاجتماعات التي عقدتها مع مسؤولين من أطراف مختلفة من بينها اجتماعٌ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الوزراء الرئيسيين مرة أخرى، قبل أسبوعين، عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 2720. ثم تحدثت عن الآلية وقالت إن "القرار يضع إطاراً لتبسيط وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة. وكما هو متوقع، كان هذا الأمر محفوفاً بالتحديات. ومع ذلك، تشمل الإنجازات إنشاء طرق إمداد إضافية؛ ثم التبسيط والتيسير؛ في حين أن مجال التسريع يظل خاضعاً إلى حد كبير للإرادة السياسية وكذلك البيئة التمكينية والظروف على أرض الواقع. ولا بديل عن الإرادة السياسية".
وأشارت المسؤولة إلى "نص القرار بشأن إنشاء آلية لرصد المساعدات الإنسانية والتحقق منها. وتقوم الآلية الآن باستقبال شحنات المساعدات الإنسانية من الأردن وقبرص وإسرائيل والضفة الغربية إلى غزة، مما يضمن حجماً أكبر في أوقات معينة والشفافية وتحديد الأولويات". وتوقعت سيغريت كاغ "تفعيل آلية الإمدادات من مصر بحلول منتصف يوليو/ تموز، إذ يستعد مراقبو الأمم المتحدة، بشرط الموافقة على تأشيراتهم، للانتشار في مكاتب الآلية المنشأة حديثاً في غزة. وتجري مناقشة الخيارات بشأن الجدوى والتخطيط على المدى الطويل للممر البحري القبرصي مع الوصول المباشر إلى غزة".
وشددت في الوقت ذاته على الحاجة إلى تدفق مستمر للمساعدات إلى غزة لتوصيل البضائع بالنوعية والكمية عبر جميع المعابر البرية والبحرية، بما في ذلك معبر رفح الحدودي. وقالت سيغريت كاغ إنه "منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وما تلاها من إغلاق معبر رفح الحدودي في أوائل شهر مايو/أيار، انخفض حجم المساعدات التي تدخل غزة وتوزع فيها كثيراً. ولا يزال النشاط العسكري وعدم وجود طرق آمنة داخل غزة يؤثران على العمليات الإنسانية. وأدى الانهيار شبه الكامل للنظام المدني إلى نشوء بيئة من الفوضى والإجرام".
وشدّدت على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في ما يتعلق بعدد من الأمور، بما فيها "إنشاء نظام فعال وموثوق ويمكن التنبؤ به لمنع الاشتباك والتنسيق في جميع أنحاء غزة. المناقشات حول هذه المسألة جارية حالياً، الوصول إلى جميع معدات الأمن والاتصالات وكذلك المواد الإنسانية الحيوية اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية أو إصلاحها؛ إزالة الطريق من الألغام والمواد المتفجرة، التخزين المسبق ونقل الكمية اليومية المطلوبة من الوقود، إدخال قطع الغيار ومعدات الصيانة ذات الصلة".
من جهته، تحدث المندوب الجزائري للأمم المتحدة، عمار بن جامع، عن المعاناة والجوع، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة إدخال المساعدات اللازمة فورياً، وحذر بدلاً من الانتظار حتى يتم الإعلان رسمياً عن مجاعة، وهو ما قد يكون متأخراً. وقال إن هناك "استنتاجاً لا جدال فيه وهو أن القرار 2720 أثبت عدم فاعليته، والمشكلات نفسها ما زالت قائمة وذلك على الرغم من جهود كاغ". وتحدث عن القيود التي تفرضها إسرائيل حيث لم تتخط معدلات دخول الشاحنات، الشهر الماضي، الـ 73 شاحنة يومياً، في الوقت الذي كانت تدخل فيه قرابة خمسمئة شاحنة بالمعدل يومياً قبل أكتوبر/ تشرين الأول إلى غزة، ما بين بضائع تجارية ومساعدات إنسانية. وتساءل عن السبب وراء عدم إشارة كاغ في إحاطتها لأونروا؟ وتحدثت عن استهداف إسرائيل للقوافل ومنع دخول ما يكفي من المساعدات الإنسانية وغيرها بهدف إفراغ غزة من سكانها وهو جزء من مخطط تهجير تقوم به إسرائيل.
وتحدث مندوب الصين، فو كونغ، عن التدهور "غير المسبوق للكارثة الإنسانية في غزة بسبب الشح الشديد للإمدادات وظروف العيش المزرية، إذ يعاني الملايين الجوع والمرض واليأس (...) الكارثة الإنسانية في غزة من صنع الإنسان". وأشار إلى انتهاكات فاضحة للقانون الدولي، حيث "ما زالت غزة موضع حصار منذ تسعة أشهر من دون أدوية أو ماء أو غذاء أو وقود، في حين يعيش مليونا نسمة في سجن مفتوح في ظل البؤس، وأغلق معبر رفح منذ شهرين بسبب العمليات الإسرائيلية". ووصف "استثمار بعض الدول في الرصيف العائم بالفشل الذريع (...) أعيق دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة على كل مستوى، وحرم الناس من أبسط مقومات الحياة، ويواجه العاملون في المجال الإنساني صعاباً لا يمكن تفسيرها ولا يوجد ضمان سلامتهم، فضلاً عن استهداف أونروا والممثلة الدولية للصليب الأحمر وغيرها". وشدّد على أن المجلس اعتمد القرار 2720 لتوسيع نطاق دخول المساعدات الإنسانية، ولكن هذا لم يحدث ولا بد من فحص أسباب تنفيذ هذا القرار تنفيذاً فعالاً.