قال المتحدث باسم "هيئة التفاوض السورية" يحيى العريضي، اليوم الاثنين، إن هناك حملة منظمة لإعادة تأهيل نظام الأسد، مشيرًا إلى أن روسيا تقود الحملة بالاستعانة بدولة الإمارات تحت ذرائع مخادعة، مثل الاهتمام بالشعب السوري وإنقاذ سورية كدولة واقتلاع إيران والالتزام بمبادىء حقوق الإنسان.
وأكد العريضي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن كل هذه المساعي كانت من أجل إعادة تكرير ما لا يمكن تكراره، "لأن هذه المنظومة ليست عاراً على حالها بأفعالها وعلى كل من يقف بجانبها؛ وإنما هي عار على الإنسانية. النظام قتل شعبه واستخدم أخطر الوسائل الإجرامية والأسلحة المحرمة ودمر وشرد واعتقل وقتل أُناساً أبرياء تحت التعذيب، وكل هذا السجل الموثق لا يمكن لأحد أن يحتمله، فكيف بمسح هذا السجل وإعادة تكرير مرتكبه؟".
وتابع العريضي "الآن بدأت تتضح الأمور، وبدأت ارتدادات الموجة تظهر، وكانت ذروتها مؤتمر بروكسل الأخير الذي حدد طبيعة النظام. الآن عندما تتحدث (واشنطن بوست) و(نيويورك تايمز) عن مملكة المخدرات التي هي المناطق التي يُسيطر عليها النظام و(حزب الله)، والتي تحولت إلى مناطق صناعة الكبتاغون، فهنا تعبير صريح عن استحالة تكرار النظام".
وقال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية إن دولة قطر تقول إن مسلك النظام لم يتغير لأن الأسباب الأساسية التي علقت الجامعة العربية عضوية النظام فيها لا تزال قائمة؛ فالنظام لم يغير سلوكه ولم يغير الحقد والإجرام، بل زاد عليه قصة المخدرات، لافتًا إلى أن السعودية لا تزال تحمل موقفًا ثابتًا في هذا الموضوع كذلك. وأكد أن الوضع الاقتصادي المتدهور والوضع الاجتماعي المتهالك يوضحان للقاصي والداني أن المتسبب فيهما هو المنظومة الاستبدادية.
وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد أكد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو عقد في الدوحة، أن سلوكيات النظام السوري "لم تتغير"، مُشيراً إلى أن ذلك كان سبباً في تعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية.
وقال وزير خارجية قطر "إذا لم تتم إعادة اللاجئين والنازحين لمنازلهم ومناطقهم مع تغيّر سلوك النظام، فإنه لا منطق لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، ولا أعتقد أننا في موقف يسمح لنا بحضور النظام السوري قمة الدول العربية".
بدوره، أشار وزير الخارجية التركي خلال المؤتمر إلى أنه "يؤمن بأن دعوة النظام السوري إلى حضور قمة جامعة الدول العربية، أو أي اجتماع دولي آخر من دون حل جذري، من شأنه دفع هذا النظام للاستمرار في بطشه واعتداءاته"، لافتاً إلى أن "الحل الوحيد في سورية هو حل سياسي".