قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، الجمعة، إن تمديد هدنة الشهرين في اليمن، التي "منحت الشعب أملا بإمكان عودة الأوضاع إلى طبيعتها"، هو "الخطوة الأولى على مسار التوصل إلى اتفاق سلام أوسع نطاقا".
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة "فرانس برس"، قال الدبلوماسي السويدي إن الهدنة "منحت الشعب فترة استراحة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ النزاع، ومن وجهة النظر هذه، تمنحنا مجالا ومتنفسا للانخراط في تسوية سياسية".
وفي المقابلة التي أجريت معه على هامش "منتدى اليمن الدولي" في استوكهولم، قال غروندبرغ إن "الهدنة هي الخطوة الأولى نحو تسوية أوسع نطاقا".
وحضر المنتدى سياسيون يمنيون وخبراء وممثلون عن مجموعة من منظمات المجتمع المدني.
ومطلع يونيو/حزيران، وافقت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون على تمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في إبريل/نيسان، وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات للاستمرار.
وأتاحت الهدنة استئناف رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، إلى عمّان والقاهرة، كما مكّنت ناقلات النفط من الرسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، في مسعى لتخفيف حدة النقص الحاد في الوقود.
وقال غروندبرغ إن "الهدنة أتاحت لنا خطوات تعيد الحياة إلى طبيعتها" بشكل جزئي للشعب اليمني، و"أعتقد أن لهذا الأمر أهميته، وإنما أيضا رمزيته".
وأعرب المبعوث الأممي عن أمله بألا تقتصر هذه العودة إلى الحياة الطبيعية على المطار، وبأن "تنسحب على كل ما ننخرط فيه من مسائل".
والثلاثاء، حضّ غروندبرغ، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الحوثيين على القبول بإعادة فتح طرق مؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة في جنوب غرب البلاد، علما أن هذا الأمر يشكل نقطة خلافية بين طرفي النزاع.
والجمعة، قال الدبلوماسي السويدي "نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة منذ أسبوعين في اليمن بشأن هذه القضية". وقد أشار إلى إحراز تقدم، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا للتوصل إلى حل لهذه القضية.
وقال: "يقدّم لنا الطرفان مقترحات ويريدان إيجاد حل للقضية"، لكن "لم نتوصل بعد إلى حل لها". وأضاف "هناك حاليا اقتراح مطروح آمل أن يحقق الهدف المرجو منه".
(فرانس برس)