اللاجئون السوريون.. ساحة سجال سياسي بين الحكومة والمعارضة التركيتين

19 ابريل 2022
يتصاعد خطاب الكراهية والعداء ودعوات الترحيل من قبل أحزاب المعارضة للاجئين السوريين (Getty)
+ الخط -

احتدم النقاش السياسي بين الحكومة والمعارضة في تركيا، الإثنين، حول اللاجئين السوريين مع ارتفاع حدة المواجهة السياسية بين الأحزاب التركية، كلما اقتربت مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وتركز المعارضة منذ فترة على موضوع اللاجئين السوريين في خطابها السياسي الموجه لانتقاد الحكومة، وفي أحدث فصولها علق حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، الإثنين، لافتة كبيرة تطالب الحكومة بمجموعة من التوضيحات حول اللاجئين، تقدم من قبل الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان.

اللافتة علّقت في مبنى الحزب بأنقرة، وحملت عنوان "إما أن تقدم جواباً أو تقدم حساباً"، تتضمن أربعة أسئلة هي: "هل طلبتم من اللاجئين إثبات معلومات هويتهم الحقيقية؟ ولماذا توزعون الجنسية عليهم ولأي شيء تستعدون؟ وهل تقومون بعمل مسح أمني عند منح الجنسية للاجئين؟ ولماذا تسمحون بعبور غير نظامي للاجئين بظل معرفتكم من الحدود؟".

ونشر زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، عبر حسابه على تويتر نفس الأسئلة مع تعليق: "ما زلت أنتظر من القصر (أردوغان) وشركائه أجوبة، قلت سابقاً وأقولها الآن، مسألة اللاجئين في حكمنا سيتم حلها خلال عامين، شعبنا ليس متعصباً، ولن يكون كذلك، هذا الموضوع سنوصله إلى حل قاطع بشكل معقول وهادئ".

الرئيس رجب طيب أردوغان ردّ على حملة أكبر أحزاب المعارضة بالقول خلال حفل إفطار مع سفراء الدول الأجنبية بأنقرة مساء الإثنين، بالقول: "تركيا تستضيف خمسة ملايين لاجئ بشكل مؤقت من بينهم 3.5 ملايين سوري".

وأردف: "على الرغم من أن تركيا تركت وحيدة في مسألة السوريين؛ فإنها تعمل بكل جهد من أجل توفير عودة الإخوة السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي ومشرّف، وبالوقت نفسه فإن تركيا تحمي المظلومين الذين بقوا تحت رحمة قصف النظام والتنظيمات الإرهابية".

وكشف أن "تركيا تقدم على خطوات من أجل مكافحة التنظيمات المسلحة في سورية والعراق، ومنها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، وجماعة غولن وتنظيم داعش، وتركيا ترغب بأن يكون هناك دعم أكبر من حلفائها في ما يخص قطع الدعم المادي عن التنظيمات المحظورة".

موقف أردوغان كان واضحاً بأن الحكومة التركية لن تعمل على إعادة السوريين إلى بلادهم دون أن يكون ذلك برغبة منهم، وبحلّ مشرّف لهم، يضمن أمنهم، كما دأب على القول دائماً، فيما كرر كلجدار أوغلو عدة مرات أن المعارضة حال توليها الحكم ستعيد السوريين لبلادهم بالطبل والزمر خلال عامين من الحكم.

ودخل وزير الداخلية، سليمان صويلو على خط السجال، عندما نشر على حسابه في "تويتر"، أربعة أسئلة موجهة لكلجدار أوغلو، ليرد عليها مقابل الأسئلة التي وجهها بعنوان "أعطنا جواباً كلجدار أوغلو".

وجاء في أسئلة الوزير: "هل سيكون لكم رد فعل على إهانة النائب الكردي في حزب الشعوب الديمقراطي، موسى بير أوغلو، ضد عنصر الشرطة، حيث إن أخ النائب هو مسلح (في الكردستاني)؟".

وأضاف الوزير: "هل ستكون لديكم أي تصريحات دون استشارة شريككم حزب الشعوب الديمقراطي على لقاء القيادي في الوحدات الكردية فرحات عبدي، مع قائد مركز القوات الأميركية الذي تولى منصبه حديثاً؟". و"هل أرسلت نص الاتفاق بين الأحزاب الستة المعارضة لأحد سفراء دول الاتحاد الأوروبي خلال لقاء السفير السابق في حزبكم معه، وهل شركاؤكم لديهم خبر بهذا؟ وهل اتصلت بزعيم جماعة الخدمة الداعية فتح الله غولن من مركز حزبكم؟".

ومن الواضح أن الرد من قبل الوزير التركي يستهدف شق صفوف المعارضة بالحديث عن ارتباطات مع جماعات محظورة في تركيا ولدى شرائح من الشعب حساسيات منها.

ويبدو أن الأيام المقبلة ستحمل مزيداً من السجالات السياسية بين الحكومة والمعارضة، وسيكون ملف اللاجئين ورقة مهمة بيد المعارضة نظراً لتأثيرها المباشر على الناخب التركي، وظهور هذا التأثير في استطلاعات الرأي وانتخابات الإدارة المحلية التي جرت في العام 2019.

وتصاعد خطاب الكراهية والعداء الموجّه للأجانب في تركيا، وخاصة من قبل الأحزاب المعارضة، التي توجّه سهامها باتجاه الحكومة، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تجري بعد عام.

المساهمون