استمع إلى الملخص
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر منح اللجوء السياسي للأسد وعائلته، مع استمرار التواصل مع المعارضة السورية لضمان سلامة القواعد والمباني الروسية.
- روسيا تحتفظ بقاعدتين في الساحل السوري، تأسست إحداهما في طرطوس عام 1971، والأخرى في حميميم عام 2015، مع اتفاق سابق لتمديد الوجود الروسي لمدة 49 عامًا.
في أول رد فعل رسمي من الكرملين على سقوط نظام بشار الأسد في سورية، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن الوجود الروسي في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية، سيكون موضوعاً لما قال إنه "حديث جدي" مع من سيتولى زمام السلطة في سورية بعد المرحلة الانتقالية.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "من المبكر الحديث عن ذلك، وفي كل الأحوال سيكون كل ذلك موضوعاً للنقاش مع من سيتولى السلطة في سورية. نشهد حالياً فترة من التحول والانعدام التام للاستقرار. لذلك بالطبع سنحتاج إلى وقت، ثم إلى حديث جدي مع من سيصل إلى السلطة". ومع ذلك، شدد على أهمية إجراءات تأمين القواعد العسكرية الروسية في سورية، مضيفاً: "بالطبع، يجري حالياً اتخاذ اللازم، وكل ما يمكن فعله للتواصل مع من قد يوفر الأمن. وبالطبع، يتخذ عسكريونا كافة إجراءات الحذر اللازمة".
في سياق آخر، أكد بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشخصه اتخذ قرار منح اللجوء السياسي للأسد وأفراد عائلته، قائلاً: "بالطبع، لا مجال لاتخاذ مثل هذه القرارات من دون رئيس الدولة. هذا قراره هو". ولفت بيسكوف إلى أن "العالم بأسره فوجئ بما حصل (في سورية)، ونحن لسنا استثناء"، معتبراً أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة في سورية بسبب عدم الاستقرار، مشدداً على أنه يتعين مواصلة الحوار مع كل القوى الإقليمية. وإذ لفت إلى ضياع الغرض من صيغة أستانة، أكد أنها ستستمر في العملي آليةً لتبادل الآراء والمشاورات حول سورية. وأضاف: "نحن على اتصال دائم مع أنقرة واللاعبين الإقليميين الآخرين بشأن سورية".
وهذا أول تعليق رسمي من الكرملين منذ سقوط دمشق بين أيدي فصائل المعارضة السورية، ليل أمس الأحد، إذ اكتفت وزارة الخارجية الروسية بإصدار بيان مقتضب أمس، أقرت فيه بفرار الأسد من سورية، مع التأكيد على تواصلها مع كافة فصائل المعارضة، واستمرار وجود العسكريين الروس في قاعدتي حميميم وطرطوس في الساحل السوري مع رفع جاهزيتهما القتالية، وفق البيان.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، نقلت وكالات إعلام روسية عن مصادر في الكرملين قولها إن الأسد وصل إلى موسكو وحصل على حق اللجوء له ولأفراد عائلته لـ"دواع إنسانية"، مؤكدة في الوقت نفسه إجراء اتصالات مع ممثلي فصائل المعارضة المسلحة الذين وعدوا بسلامة القواعد العسكرية والمباني الدبلوماسية الروسية على أراضي الجمهورية، بحسب المصادر.
يذكر أن روسيا لها قاعدتان في الساحل السوري، أولاهما بحرية في طرطوس يعود تأسيسها بصفة نقطة الدعم المادي - الفني للأسطول السوفييتي في عام 1971، وطورتها موسكو في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بحرية متكاملة، وثانيتهما جوية بمطار حميميم في محافظة اللاذقية التي أسستها موسكو بالتزامن مع بدء تدخلها العسكري المباشر بغية تعويم الأسد في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015. وفي عام 2017، اتفقت موسكو مع الأسد على مرابطة القوات الروسية بهاتين القاعدتين لمدة 49 عاماً، وسط تشكيك في قبول أي سلطة سورية جديدة باستمرار الوجود العسكري الروسي لنصف قرن آخر.