الكرملين: نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى في ألمانيا عودة إلى الحرب الباردة

11 يوليو 2024
خلال حضور ديمتري بيسكوف اجتماعاً مع الرئيس الكوبي في الكرملين، 9 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الكرملين يحذر من مواجهة شبيهة بالحرب الباردة بسبب خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، ويؤكد أن الغرب يشارك مباشرة في النزاع حول أوكرانيا.
- روسيا تعتزم الرد عسكرياً على نشر الصواريخ، بينما ترحب ألمانيا بالقرار الأمريكي كجزء من الردع العسكري لحماية حلف شمال الأطلسي وأوروبا.
- الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا تعلن عن تزويد أوكرانيا بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي، مع تعهد الحلفاء بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو لأوكرانيا.

حذّر الكرملين اليوم الخميس من أنّ عزم الولايات المتّحدة على أن تنشر في ألمانيا بصورة دورية صواريخ بعيدة المدى سيؤدّي إلى مواجهة بين روسيا والغرب على غرار ما كان عليه الوضع خلال "الحرب الباردة". وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي، إنّ "ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تشارك مباشرةً في النزاع حول أوكرانيا. كلّ سمات الحرب الباردة تعود، مع مواجهة، مع مواجهة مباشرة".

وأضاف: "يجري القيام بكل ذلك من أجل ضمان هزيمتنا الاستراتيجية في ساحة المعركة". وتابع بيسكوف: "ليس هذا سبباً لنكون متشائمين، على العكس، إنّه سبب لتوحيد الصفوف واستخدام كامل قدرتنا الهائلة وتحقيق كل الأهداف التي حدّدناها لأنفسنا في إطار العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

وكانت وسائل إعلام روسية رسمية قد نقلت عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله، اليوم الخميس، إن روسيا ستعمل على الخروج بردّ عسكري على خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ طويلة المدى في ألمانيا. وذكرت وسائل الإعلام نقلاً عن ريابكوف أن قرار نشر الصواريخ في ألمانيا يهدف إلى الإضرار بأمن روسيا.

وقالت الولايات المتحدة وألمانيا في بيان مشترك، أمس الأربعاء، إنهما ستبدآن بنشر أسلحة بعيدة المدى في ألمانيا في 2026، لإظهار التزامهما تجاه الدفاع عن حلف شمال الأطلسي وأوروبا. وأوضح البيان المشترك أن ذلك يأتي في إطار تعزيز الردع العسكري من جانب الولايات المتحدة لحماية الدول الأوروبية الشريكة في الحلف. وأضاف البيان أنه سيتم أيضاً نشر صواريخ دفاع جوي من نوع "إس إم 6"، وأسلحة تفوق سرعة الصوت تم تطويرها حديثاً، والتي لها مدى أطول بكثير من الأنظمة الأرضية الحالية في أوروبا، فيما رحّب المستشار الألماني أولاف شولتز الخميس بالقرار الأميركي، معتبراً أنّه "جزء من الردع ويضمن السلام، وقرار ضروري ومهمّ اتُّخذ في الوقت المناسب".

الصورة
سيرغي ريابكوف خلال اجتماع خارج موسكو، 16 أكتوبر 2023 (غافريل غريغوروف/فرانس برس)
ريابكوف خلال اجتماع خارج موسكو، 16 أكتوبر 2023 (غافريل غريغوروف/فرانس برس)

وتتميز صواريخ كروز، مثل صواريخ تاوروس الألمانية، بالقدرة على الطيران على ارتفاع منخفض في عمق الأراضي المعادية، وتدمير أهداف مهمة، ويمكن أن تشمل هذه الأهداف مراكز قيادة ومخابئ ومنشآت رادار، ولذلك يتم إطلاق صاروخ توماهوك من سفن أو غواصات، بينما يتم إطلاق صاروخ تاوروس من الطائرات.

ويأتي هذا بعدما أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا، في بيان مشترك نشر الثلاثاء في واشنطن خلال قمة حلف شمال الأطلسي، أنّ كلاً من هذه الدول الأربع ستزوّد أوكرانيا بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي من طراز باتريوت. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ هذه "الهبة التاريخية" التي تتضمّن نظام باتريوت أميركياً جديداً تندرج في إطار الجهود التي يبذلها حلف الأطلسي لحماية أوكرانيا من الهجمات الجوية الروسية.

وتعهّد قادة دول الحلف خلال قمّتهم، الأربعاء، بمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل "خلال العام المقبل"، لمساعدتها في القتال ضد روسيا. وجاء في إعلان صادر عن القمّة التي تضمّ 23 دولة، أنّه "من خلال مساهمات تناسبية، يعتزم الحلفاء تأمين تمويل أساسي بقيمة 40 مليار يورو بالحد الأدنى خلال العام المقبل، وتوفير مستويات مستدامة من المساعدة الأمنية لأوكرانيا لكي تنتصر".

(رويترز، قنا، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون