الكرملين: حديث ماكرون عن إمكانية التدخل في أوكرانيا خطير للغاية

03 مايو 2024
آثار هجوم صاروخي باليستي روسي على أوديسا في أوكرانيا، 1 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دميتري بيسكوف ينتقد تصريحات إيمانويل ماكرون حول إمكانية تدخل فرنسا في أوكرانيا، ويصفها بأنها تأتي ضمن اتجاه خطير، بينما ماكرون يشير إلى أهمية عدم استبعاد أي خيارات استنادًا إلى الدروس المستفادة من الأحداث السابقة.
- القوات الروسية تسقط طائرات مسيرة أوكرانية وتضغط للسيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية، مع تحقيق تفوق ملحوظ في القوة والمعدات العسكرية، بينما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات.
- وزير الدفاع الروسي يعلن عن سيطرة القوات الروسية على مساحات من الأراضي الأوكرانية، فيما تسعى أوكرانيا لتعزيز قواتها بالمساعدات الأمريكية وتواجه نقصًا في الدفاعات الجوية، مما يشير إلى استمرار التوتر والصراع.

وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً بخصوص تدخل فرنسي محتمل في أوكرانيا، بأنها تأتي ضمن "اتجاه خطير للغاية". ولم يستبعد ماكرون مجدداً في مقابلة مع مجلة ذي إيكونوميست أمس الخميس، إمكانية إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا في ظل ظروف معينة. وقال بيسكوف في إفادة "هذا تصريح شديد الأهمية والخطورة". وأضاف "تواصل فرنسا، عبر رئيسها، الحديث عن احتمالية تدخلها المباشر على الأرض في الصراع في أوكرانيا"، معتبراً أن "هذا نسق خطر للغاية".

وقال الرئيس الفرنسي للمجلة البريطانية، أمس، "في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص، وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع" (إرسال قوات إلى أوكرانيا)، لافتاً إلى أن "استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين"، عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها في فبراير/ شباط 2022 قبل أن تغير رأيها على ما أفاد.

ميدانياً، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت ست طائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل. وأوضحت عبر تطبيق تليغرام، أن خمس طائرات مسيّرة أُسقطت فوق منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا، وواحدة فوق شبه جزيرة القرم. ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل عن أضرار ربما سببها الهجوم. ونادراً ما تكشف روسيا معلومات حول التأثير الكامل للهجمات الأوكرانية على أراضيها وبنيتها التحتية. ويقول مسؤولون في كييف إن استهداف الجيش الروسي والبنية التحتية للطاقة والنقل يقوض المجهود الحربي لموسكو.

إلى ذلك، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم، نقلاً عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي، أن أفراد الجهاز قتلوا أوكرانياً كان يخطط لمهاجمة محطة وقود في لينينغراد في شمال غربي البلاد، باستخدام متفجرات. وأفاد جهاز الأمن الاتحادي بأن الرجل قُتل بعدما أطلق أفراد الأمن النار عليه.

روسيا تعلن السيطرة على 547 كلم مربعاً من الأراضي في أوكرانيا

وعلى خط أوكرانيا، قُتل شخصان اليوم في هجوم روسي على مدينة كوراخوف الواقعة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، التي تتحمل وزر الحرب بين موسكو وكييف. وقال رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة رومان بادون عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تعرضت مبان مرتفعة عدة لأضرار، وقُتل شخصان وأُصيب شخصان آخران بجروح".

وتقع كوراخوف قرب خطوط الجبهة في شرق أوكرانيا، وعلى بعد 40 كيلومتراً غربي مدينة دونيتسك التي يحتلها الروس. وتعاني القوات الأوكرانية التي يتفوق عليها الجيش الروسي عديداً وعتاداً، في مواجهة قوات موسكو التي تضغط عسكرياً للسيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية. وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تهدف إلى السيطرة على المدينة الواقعة على تلة قبل التاسع من مايو/ أيار، ذكرى انتصار روسيا على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً له دلالة رمزية.

وفي مقابلة مع صحيفة ذا تايمز البريطانية، أقرّ قائد سلاح البر الأوكراني أولكسندر بافليوك بأن الوضع صعب في محيط هذه المدينة، مضيفاً: "نحاول قدر المستطاع وقف المخطط الروسي للاستيلاء على تشاسيف يار قبل التاسع من مايو"، مضيفاً: "لكن الروس يتفوقون علينا على صعيد القصف المدفعي بعشر مرات، فضلاً عن تمتعهم بتفوق كامل في الأجواء".

وباتت روسيا تمسك بزمام المبادرة في مواجهة خصم يجد صعوبة في التجنيد ويعاني من بطء في وصول المساعدات الغربية. وفي السياق، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الجمعة، أن القوات الروسية سيطرت على 547 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في أوكرانيا هذا العام، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تتراجع على طول خط المواجهة.

ومن شأن استئناف إرسال المساعدة العسكرية الأميركية بعد إقرار خطة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لكييف نهاية إبريل، السماح لأوكرانيا بتعزيز قواتها ومحاولة فرض الاستقرار على الجبهة ولا سيما في الشرق في منطقتي تشاسيف وأفدييفكا. وتعاني كييف أيضاً من نقص في الدفاعات الجوية ما سمح للروس بقصف منشآت أساسية، ولا سيما شبكة الكهرباء والسكك الحديد.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون