الكرملين: التسجيل المسرب لضباط ألمان هو ضلوع مباشر للغرب في حرب أوكرانيا

04 مارس 2024
من الهجوم على جسر كيرتش بالقرم في أكتوبر 2022 (الأناضول)
+ الخط -

قال الكرملين، الاثنين، إن محتوى محادثة مسربة بين ضباط ألمان ناقشوا احتمال توجيه ضربات في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا، يثبت أن الدول الغربية تشارك "مباشرة" في حرب أوكرانيا، فيما استدعت الخارجية الروسية السفير الألماني لدى موسكو.

وفي التسجيل المزعوم، سُمع عسكريون ألمان وهم يناقشون إرسال أسلحة لأوكرانيا وضربة محتملة من جانب كييف على جسر في شبه جزيرة القرم، مما دفع المسؤولين الروس إلى المطالبة بتفسير. 

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن المحادثات التي أكدت برلين صحتها "تسلط الضوء مرة أخرى على ضلوع الغرب المباشر على نحو جماعي في النزاع في أوكرانيا".

وأضاف "التسجيل بحد ذاته يشهد على نقاش مفصل وملموس داخل الجيش الألماني حول مشاريع لشن ضربات على الأراضي الروسية".

وشدد على أن "كل شيء واضح للغاية".

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، عن مصدر لم تسمه، أن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الألماني ألكسندر لامبسدورف، اليوم الاثنين، بعد أن نشرت وسائل إعلام روسية تسجيلاً صوتياً لاجتماع لمسؤولين عسكريين ألمان كبار، تضمّن نقاشاً بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن الوزارة قولها في بيان، إنه "تم استدعاء السفير الألماني إلى وزارة الخارجية الروسية، وذلك على خلفية تسجيل صوتي كشفت عنها رئيسة تحرير شبكة (آر تي) في الأول من مارس/ أيار الحالي، يبحث فيه ضباط ألمان كبار كيفية ضرب جسر القرم الروسي عبر مضيق كيرتش في البحر الأسود".

من جهتها طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الجانب الألماني بتفسير هذه المعلومات.

وغادر السفير الألماني غراف لامبسدورف الوزارة من دون أن يدلي بأي تصريح، على ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.

والجمعة، نشرت رئيسة قناة "آر تي" الروسية مارغاريتا سيمونيان تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمّن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في 19 شباط/فبراير في قصف شبه جزيرة القرم، وسط حرب أوكرانيا.

وتضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز توروس وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيسي فوق مضيق كيرتش الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كلّ من فرنسا وبريطانيا لكييف.

"سيناريوهات محتملة" في حرب أوكرانيا

يشكل محتوى التسجيل مصدر حرج لألمانيا التي تطالبها كييف منذ فترة طويلة في ظل حرب أوكرانيا بتزويدها صواريخ توروس القادرة على إصابة أهداف على بعد ما يصل إلى 500 كيلومتر.

واتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الأحد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "زعزعة استقرار ألمانيا" بعد نشر هذا التسجيل.

ووعد المستشار الألماني أولاف شولتز بالتحقيق العاجل في التسجيل الذي نشرته روسيا، لبحث قادة عسكريين ألمان "كيفية ضرب جسر القرم الروسي بصواريخ ألمانية".

وتعقيباً على التسجيلات، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن الضباط الألمان بحثوا "سيناريوهات محتملة" وليس خططاً ألمانية ملموسة.

ويعد جسر القرم أو جسر كيرتش الأطول في أوروبا، ويربط بين شبه جزيرة القرم ومقاطعة كراسنودار كراي الروسية، وله مساران من الجسور المتوازية، أحدهما لحركة مرور المركبات، والآخر للسكك الحديدية، وكان قد تعرض في أكتوبر 2022 لانفجار ضخم.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون