بالتزامن مع تصاعد الحراك الشعبي في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، ومنذ عدة أيام، وصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى المدينة بصحبة عدد من المسؤولين والمستشارين الحكوميين لافتتاح عدد من المشاريع المنجزة، والإعلان عن مشاريع جديدة بصدد تنفيذها.
وتعاني محافظة ذي قار (350 كيلومتراً جنوبي بغداد)، من مشاكل خدمية واجتماعية، تتمثل بارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المحافظة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، وتُعتبر إحدى أسخن مدن الجنوب العراقي في خارطة الاحتجاجات الشعبية.
ووصل الكاظمي، اليوم السبت، إلى مدينة الناصرية، في زيارة مقررة مسبقاً، لافتتاح عدد من المشاريع الخدمية في المحافظة، وبحسب المكتب الاعلامي للكاظمي، فإن الأخير افتتح فور وصوله محطة كهرباء جديدة، وجسراً يربط مركز مدينة الناصرية بغربها، إضافة إلى مستشفى جديد.
وقال الكاظمي إن حكومته "تعمل بجد من أجل إكمال الربط الكهربائي مع دول الجوار"، في إشارة إلى مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي.
ولفت الكاظمي إلى أن "الخطط المتكاملة ستساعد على حل معضلة الكهرباء المتراكمة والمتراكبة بشكل نهائي في العراق"، مؤكداً أن هذه "المعضلة تتطلب حلولاً جادة وشجاعة، وهذا ما تعمل عليه الحكومة بكل قوة".
وحظيت زيارة الكاظمي بتشديد أمني غير مسبوق، بسبب تجمع المحتجين على خط مسار رئيس الوزراء في وسط وغرب المدينة، وقرب المجمع الحكومي للإدارة المحلية في الناصرية مركز محافظة ذي قار.
وقال مراسل "العربي الجديد"، إن المتظاهرين حاولوا أكثر من مرة التجمع حول مكان تواجد الكاظمي، لكن أفراد الأمن نجحوا في منعهم، غير أنهم رشقوا موكبه بالحجارة خلال توجهه إلى مركز المدينة".
ثوار الناصرية يطردون الكاظمي
— عباس الناصري (@abbasnasree) June 12, 2021
يالكاظمي يزبالة pic.twitter.com/3qKt9HDh7K
شباب الناصرية يستقبلون الكاظمي بالحجارة . #رفض #رفض pic.twitter.com/kwf2NUKkWb
— Soha Al-Rubaie 🇮🇶 سهى الربيعي (@rubaie_soha) June 12, 2021
ووفقاً لمصادر محلية في مدينة الناصرية، فإن زيارة الكاظمي التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، ستتضمن الإيعاز بالمباشرة بمشاريع خدمية أخرى، ومن أهمها التهيئة لبدء العمل بمشروع مطار الناصرية الدولي، موضحة لـ "العربي الجديد" أن الزيارة ستركز على ضرورة توفير التيار الكهربائي خلال الأشهر المتبقية من الصيف، والتي تسببت بخروج تظاهرات متكررة خلال الفترة الماضية.
ولفتت إلى أن مجيء الكاظمي إلى ذي قار "يهدف بالدرجة الأساس إلى تهدئة الشارع في المحافظة الذي بدا غاضباً خلال الفترة الأخيرة من كثرة الوعود الحكومية من دون وجود إجراءات لتنفيذها". وبيّنت أن "رئيس الوزراء سيجتمع أيضاً بالقادة الأمنيين لحثهم على ضرورة التعامل المهني مع التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تخرج بشكل متكرّر في عدد من مناطق ذي قار".
وشهدت مدينة الغراف شمالي ذي قار خروج تظاهرات ليل الجمعة – السبت للمطالبة بتوفير الخدمات، وخصوصاً التيار الكهربائي، وقام المتظاهرون بقطع الطريق الرئيس الذي يربط الغراف بمدينة الناصرية من خلال حرق إطارات السيارات كخطوة تصعيدية للضغط على السلطات للاستجابة لمطالبهم، كما شهدت مدينة الناصرية تظاهرة طالبت السلطات العراقية بالكشف عن قتلة المتظاهرين، داعية الحكومة إلى العمل بجدية من أجل كشف مصير المتظاهرين والناشطين المختطفين والمغيبين.