في خطوة هي الأولى من نوعها منذ استعادة السيطرة على مدينة الموصل وطرد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي منها قبل أكثر من أربع سنوات، عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الاثنين، اجتماعاً لمجلس الوزراء في المدينة، وذلك بالتزامن مع تصاعد الانتقادات للحكومة بشأن الملفين الأمني والخدمي بمحافظة نينوى عموما، والموصل على وجه التحديد.
الاجتماع، الذي شارك فيه وزراء الداخلية والدفاع والخارجية والتخطيط والإعمار والإسكان والزراعة، وقيادات أمنية وعسكرية مختلفة، شهد طرح ملفات عديدة تتعلق بالمدينة، التي لا تزال مدرجة على لائحة المدن العراقية المنكوبة، بحسب قرار للبرلمان العراقي عام 2017، إذ تُقدر نسبة الأضرار التي لحقت بها جراء المعارك بأكثر من 80 بالمائة في البنى التحتية، مع تسجيل أكثر من 52 ألف منزل متضرر بشكل كامل أو جزئي.
وعلى هامش الاجتماع، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن "الحرب على الفساد قد تكون أكبر من المعركة مع تنظيم (داعش)".
ونقل المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عن الكاظمي تأكيده أن سبب زيارته المدينة هو لـ"الوقوف على ما تعاني منه نينوى من مشاكل في مختلف المجالات"، مقراً بسوء الأوضاع في المدينة التي تضم زهاء مليوني نسمة، معتبراً أن "الفساد وسوء الإدارة من العوامل التي تسببت بسقوط الموصل بيد (داعش)". وشدد على أن "معركة العراق ضد الفساد قد تكون أكبر من المعركة مع تنظيم (داعش)".
وأشار إلى البدء بـ"مشاريع استراتيجية مهمة في المحافظة، منها مطار الموصل ومحطة القطارات"، مبيناً أن الوزراء سيقومون بزيارات منتظمة إلى المحافظة بهدف الوقوف على مشاكلها ووضع حلول سريعة وفاعلة لها.
أهم ما تحدّث به رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في محافظة نينوى :
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) August 16, 2021
- محافظة نينوى الحبيبة عزيزة على قلوب كل العراقيين وهي بصمة من بصمات الحضارة.. التأريخ العراقي الممتد والمتواصل والمتلاقي من سومر إلى آشور نجد إرثه في كل مدينة عراقية نزورها... pic.twitter.com/JWlIrxf6NI
وإلى جانب سوء الأوضاع الخدمية والمعيشية في الموصل، تعاني المدينة، الواقعة على بعد 550 كيلومترا من بغداد إلى الشمال، من نفوذ المليشيات والفصائل المسلحة التي تتورط بأنشطة تجارية ومالية في المدينة وضواحيها.
ووفقاً لمصادر حكومية في مدينة الموصل، فإن زيارة الكاظمي ستستمر يومين في المدينة، وسيتوجه إلى مناطق سهل نينوى وبلدات أخرى في المحافظة للاطلاع على الأوضاع عن قرب.
واستقبلت محافظة نينوى، منذ مطلع الشهر الحالي، عدداً من المسؤولين الحكوميين، من بينهم رئيس صندوق "إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية" محمد هاشم العاني، الذي ناقش عدداً من الملفات، أبرزها إعادة تأهيل عدد من المشاريع والواقع الصحي في نينوى، والعمل على تأهيل مطار الموصل بشكل نهائي بعد إكمال جميع المخططات الهندسية والكلف التخمينية.
وعلى الرغم من مرور أربع سنوات على إعلان السلطات العراقية عن تحرير الموصل وبقية مدن العراق من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، فإن المدينة ومناطق أخرى في نينوى لا تزال تعاني من الإهمال، ولم يتمكن الآلاف من سكان المدينة القديمة في الموصل من العودة إلى منازلهم التي ما زالت مدمرة حتى اليوم.
كما تشهد بعض مدن نينوى توترات أمنية، مثل سنجار غربي المحافظة، التي يسيطر عليها حزب "العمال الكردستاني" ومليشيات تابعة له منذ سنوات، بينما تشهد مدينة مخمور، التي تبعد 105 كيلومترات عن الموصل، هجمات متكررة لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تتهم قيادات أمنية عناصره بالاختباء في "جبل مخمور".