القوات الإثيوبية تطلق معركة لاستعادة مدينة استراتيجية في أمهرة

31 أكتوبر 2021
أُطلقت العملية بعد ساعات من سيطرة "جبهة تحرير تيغراي" على المدينة (الأناضول)
+ الخط -

أطلقت القوات الإثيوبية معركة جديدة للسيطرة على مدينة ديسي في شمال البلاد، وفق ما أفاد سكان محليون، اليوم الأحد، بعد ساعات من سيطرة "جبهة تحرير شعب تيغراي" على المدينة.
ومثّلت سيطرة "جبهة تيغراي" على ديسي أمس السبت، مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ نحو عام، بعدما استعادت معظم أجزاء تيغراي من القوات الفيدرالية في حزيران/يونيو الماضي، ووسعت رقعة وجودها لتمتد إلى المناطق المجاورة.
لكن الأحد، أفاد سكان عن تجدد المعارك في المدينة، فيما أصدر الجنود الإثيوبيون الذين عادوا إلى ديسي بعدما أفادت تقارير عن انسحابهم قبل يوم، أوامر للسكان بالتزام منازلهم.
وقال أحد قاطني ديسي الذي عرّف عن نفسه باسم محمد، "أبلغنا الجنود بأنهم يقاتلون لاستعادة المدينة، وقالوا لنا إنه يجب ألا يخرج أحد من منزله".

وأفاد نادل سابق في ديسي يدعى ديستا، بأنه شاهد جنودا يقاتلون في الشوارع. وقال لوكالة "فرانس برس"، إنهم "يطلقون النار. كان عليّ إغلاق نافذتي حتى لا يروني".
وتحدّثت يميسيراتش التي اختبأت في منزلها، عن سماعها أصوات إطلاق نار، وقالت لوكالة "فرانس برس" إنها "في المنزل وخائفة".
وجاء في بيان لمكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي اليوم الأحد، "ستواصل القوات المسلّحة على الجبهة تطهير (المنطقة) من مجموعة الإرهابيين"، وأضاف البيان "نقاتل من أجل القضاء بالكامل على القوة الغازية".
ولم ترد "جبهة تحرير شعب تيغراي" على طلبات "فرانس برس" الحصول على تعليق.
يذكر أن الاتصالات مقطوعة عن معظم مناطق شمال إثيوبيا فيما فرضت قيود على وصول الصحافيين، ما يصعّب مهمة التحقق بشكل مستقل من الأنباء الواردة من الجانبين.
- نزوح جماعي -


وتبعد ديسي، الواقعة في إقليم أمهرة المتاخم لتيغراي، نحو 400 كلم عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأفاد السكان في وقت سابق عن احتشاد كبير للجيش في المنطقة، فيما تدفّق السكان الفارّون من البلدات التي تشهد معارك شمالا إلى ديسي.
لكن ديسي شهدت السبت نزوحا جماعيا أيضا إذ تكدّس العديد من الأشخاص في الحافلات وفروا إلى بلدة كومبولشا جنوبا.
في الأثناء، تتعرّض تيغراي إلى قصف جوي يومي تقريبا منذ نحو أسبوعين فيما يزداد اعتماد الجيش على سلاح الجو في النزاع.
وذكر مصدر في أحد المستشفيات، أن 10 أشخاص قتلوا في ضربة جوية الخميس، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مقتل ثلاثة أطفال في ضربتين وقعتا في 18 تشرين الأول/أكتوبر. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل الشهر الجاري.
ولفتت الحكومة بدورها إلى أن المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة، حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.
واندلع النزاع في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد قوات إلى تيغراي في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية.


(فرانس برس)
 

المساهمون