شيّع آلاف الفلسطينيين، بعد ظهر اليوم السبت، الشهيدين سفيان نواف عبد الحليم الخواجا (32 عاماً)، في مسقط رأسه ببلدة نعلين غربي رام الله وسط الضفة الغربية، ويزن عمر خصيب (23 عاماً)، في مسقط رأسه ببلدة قفين شمالي طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الخواجا من أمام مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله بمراسم عسكرية، ثم سار موكب تشييع سيارات باتجاه منزل عائلته في نعلين التي ألقيت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، ونقل محمولاً على الأكتاف وملفوفاً بعلم فلسطين إلى مسجد "الرفاتي" في البلدة. بعدها جابت مسيرة راجلة شوارع نعلين وصولاً إلى مقبرة البلدة، حيث ووري جثمانه الثرى، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح في الأطراف برصاص الاحتلال الحي، مساء اليوم السبت، خلال مواجهات اندلعت في بلدة نعلين، غربي رام الله، بعد تشييع الخواجا.
واستشهد الخواجا عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه عند مدخل بلدة نعلين في 23 مارس/آذار 2020، ثم احتجز الاحتلال جثمانه، وكان من المقرر تسليم جثمانه الجمعة الماضي، لكن سلطات الاحتلال تراجعت عن ذلك.
ووصل عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ عام 2015 حتى الآن، 132 شهيداً، بينهم 19 شهيداً جرى احتجاز جثامينهم منذ بداية العام الجاري.
من جانب آخر، انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد يزن خصيب، صباح اليوم السبت، من أمام مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله بعد جنازة عسكرية، ومن ثم نقل جثمان الشهيد بمركبة إسعاف إلى مسقط رأسه، وأصول عائلته في بلدة قفين شمالي رام الله، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، وقبل وصوله ألقت عليه جدته لأمه وأقربائه نظرة الوداع في بلدة عنبتا.
وحين وصل جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه في بلدة قفين، جابت به مسيرة حاشدة شوارع البلدة محمولاً على الأكتاف، وملفوفاً بالعلم الفلسطيني، ومن ثم أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه، ليوارى الثرى في مقبرة البلدة، بالتزامن مع الإضراب الشامل الذي عم بلدة قفين حداداً على روح الشهيد خصيب، بحسب ما أوضحه لـ"العربي الجديد" نائب رئيس بلدية قفين محمود عمار.
واستشهد خصيب مساء أمس الجمعة، بعدما أطلقت عليه قوات الاحتلال الرصاص عند مدخل قرية بيتين الغربي شرقي رام الله بمحاذاة مستوطنة "بيت إيل"، المقامة على أراضي مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، واحتجزت قوات الاحتلال جثمانه لحين من الوقت، ثم سلمته لعائلته عبر هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري حتى الآن وصل إلى 89 شهيداً.
في سياق آخر، دعا الاتحاد الأوروبي في تغريدة نشرها مكتبه في القدس على "تويتر" الليلة الماضية، إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف، حول استشهاد الطفل عمر محمد عوادين (16 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين يوم الخميس الماضي.
وكانت قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد تسللت إلى "شارع أبو بكر" وسط جنين، بعد ظهر أول أمس الخميس، وأعدمت الشبان: صالح بركات شريم (29 عاماً)، ونضال أمين زيدان خازم (28 عاماً)، ولؤي خليل الزغير (37 عاماً)، إضافة إلى الطفل عوادين، فيما أصيب 23 مواطناً، بينهم 4 وُصفت جروحهم بالخطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين لتأمين انسحاب تلك القوة.
على صعيد منفصل، شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم السبت، بمسيرة منددة بالاستيطان، ولإفشال مخططات المستوطنين في الاستيلاء على أراضي المواطنين في منطقة الخروبة بمسافر يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة، وفق تصريحات لمنسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوبي الخليل راتب الجبور.
إلى ذلك، هاجم مستوطنون، اليوم السبت، الفلسطينيين في مسافر يطا جنوبي الخليل، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم من منطقة الحمرة، حيث جرى تقطيع أشجار الزيتون الأسبوع الماضي.
واعتقلت قوات الاحتلال، اليوم السبت، شاباً من خربة قلقس جنوب الخليل، واحتجزت فتى من بلدة سعير شرق الخليل، وأجرت معه تحقيقاً قبل الإفراج عنه.
وفي قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، أُصيب فلسطينيان بمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اعتدت مساء اليوم أيضاً على عدد من الشبان في القدس المحتلة، بينما اعتقلت أربعة شبان آخرين.
على صعيد آخر، أصيب الفتى قصي مراد شحادة (15 عاماً) بجروح برصاص الاحتلال الإسرائيلي بالساق أثناء وجوده في أراضي قرية فقوعة شمال شرقي جنين شمالي الضفة، والمحاذية لجدار الفصل والتوسع العنصري.
وكان عشرات الفلسطينيين قد أصيبوا، أمس الجمعة، بمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقتي باب الزاوية، وجبل جوهر بمدينة الخليل، فيما أصيب شابان بجروح في ساقيهما بالرصاص الحي، مساء أمس الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية دير ابزيع غربي رام الله.
في حين، أفرجت قوات الاحتلال عن 4 فتية مقدسيين، شرط الإبعاد عن البلدة القديمة في القدس المحتلة لمدة أسبوعين، ودفع غرامة مالية.
على صعيد آخر، قطع مستوطنون، مساء أمس الجمعة، عشرات أشجار الزيتون المثمرة والمعمرة في قرية حوسان غربي بيت لحم جنوبي الضفة، وهدموا سلاسل حجرية، وقطعوا أسلاكاً شائكة تحيط بالأرض التي تبلغ مساحتها خمسة دونمات.