استمع إلى الملخص
- شهدت الانتخابات السابقة دعم مجموعات جمهورية لكامالا هاريس، معارضة لدونالد ترامب، مما قد يساعدها في جذب أصوات المستقلين والجمهوريين المعتدلين.
- تعتمد كامالا هاريس على دعم فئات متنوعة، لكنها تواجه تحديات مع العرب والمسلمين بسبب موقفها من الحرب على غزة، مما قد يؤدي إلى انقسام في أصوات هذه الفئة.
"لن نصوت للإبادة الجماعية"، هكذا علا صراخ ناخبين أميركيين رافضين للحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من عام خلال تجمع انتخابي لمرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس. انفعلت هاريس لترد على ذلك: "إذا كنتم تريدون فوز ترامب فقولوا ذلك"، ثم تابعت بلهجة حادة: "حسنا أنا أتكلم الآن".
عبرت هذه الكلمات عن اتجاه الديمقراطيين لاتباع السياسات نفسها التي وضعها الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في طريقه للفوز بالرئاسيات في 2020 حينما تواجه مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، متناسين تماماً الأوضاع السياسية والاقتصادية والأزمات الداخلية التي تعصف بالحزب الديمقراطي، الذي تتغير تركيبته تدريجياً، وبالأخص لكون المبادئ التي ينادي بها الحزب ولا يطبقها على أرض الواقع ربما تقلل حظوظهم في الفوز بالرئاسة.
ومع تبقي أقل من 20 يوماً على موعد الانتخابات الرئاسية، يرصد "العربي الجديد" أبرز الفئات التي قد تصوت لصالح هاريس والتي قد تساعدها في الفوز على غريمها الجمهوري.
غياب التماسك في حزب كامالا هاريس
ساهم دخول ترامب الحياة السياسية الأميركية في ظهور انشقاقات داخل الحزب الجمهوري بعدما تمكن من السيطرة عليه، وهو ما استفاد منه بايدن ونائبته هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020. لكن اليوم تبدو تركيبة الحزب الديمقراطي، وفق تقديرات مراقبين سياسيين، أقل تماسكاً من الحزب الجمهوري أيديولوجياً، بسبب التنوع الواسع للائتلافات الدينية والعرقية والمجتمعية. وبات الحزب يضم العمال والأقليات الدينية والإثنية، ووسطيين وليبراليين وتقدميين، وهو ما يجعله يجمع فئات متنوعة من المجتمع بخلاف الحزب الجمهوري الذي يشكل الرجل الأبيض غالبية ناخبيه.
جمهوريون ضد ترامب
ظهرت هذه المجموعات في 2020 بعدما اعتبرت أن ترامب يشكل خطراً على الحزب الجمهوري في حد ذاته، وخطراً على الأمن القومي للولايات المتحدة. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي وقع أكثر من 700 مسؤول عريضة أعلنوا من خلالها دعمهم لكامالا هاريس، من بينهم وزراء خارجية ودفاع سابقون وسفراء سابقون ووزير الدفاع السابق الجمهوري الذي عمل في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما تشاك هيغل، مؤكدين أن "ترامب يعرض المُثل الديمقراطية للخطر". سبقت ذلك رسالة تأييد من أكثر من 200 مسؤول جمهوري سابقين عملوا في الإدارات السابقة، من بينهم تسعة عملوا في البيت الأبيض، يحذرون من مرشح الحزب الجمهوري الحالي.
كما ظهرت النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، في تجمع انتخابي في الولاية المتأرجحة ويسكونسن للتحذير من وصول ترامب مجدداً للبيت الأبيض. كما أن ديك تشيني نفسه أعلن تأييده للمرشحة الديمقراطية. وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي الأخير، تحدث على المنصة الرئيسية عدد من قيادات الجمهوريين للمطالبة بالتصويت لها والتحذير من رجل الأعمال الشهير. لا تبدو أن هذه الأعداد مؤثرة في الانتخابات، لكنها قادرة على اجتذاب أشخاص، من بينهم مستقلون وبعض الجمهوريين الذين يرون أن ترامب الذي يواصل رفض قبول نتائج انتخابات 2020، يمثل الخطر الأكبر على الولايات المتحدة.
الأميركيون من أصول أفريقية
يمثل السود أو الأميركيون من أصول أفريقية 13.6% طبقا للتعداد السكاني عام 2021. وتشير البيانات إلى أن ما بين 90 و96% منهم يصوتون لصالح الديمقراطيين، وعندما يشعر المنتمون لهذه الفئة بالإحباط تنخفض نسب مشاركتهم في الانتخابات، غير أنهم لا يصوتون لصالح الجمهوريين نهائياً، خاصة أن الحزب الجمهوري في شكله الحالي يعادي قضاياهم الخاصة بالعدالة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمساواة وغيرها.
الأميركيون من أصول لاتينية
يمثلون نسبة تتجاوز 18% طبقا للتعداد الأخير، لكنهم ليسوا نسيجاً واحداً، ويصوتون بنسب تراوح بين 60% و70% لصالح الديمقراطيين، وفي حال انخفاض نسب التصويت إلى 60% لكامالا هاريس فإن هذا يمثل ضربة كبيرة لها وفوزا كبيرا لدونالد ترامب، وتعد أكبر الفئات الجمهورية داخل هذه المجموعة فئة الأميركيين من أصول كوبية الذين وصلوا للولايات المتحدة لاجئين ويرون أن سياسات الجمهوريين أكثر تشدداً ضد النظام في كوبا من الديمقراطيين.
يُمني الديمقراطيون أنفسهم بأن يساهم هجوم دونالد ترامب على المهاجرين واتهامهم باغتصاب وقتل النساء، واتهام المهاجرين من هاييتي بأنهم يأكلون "القطط والكلاب"، في زيادة التصويت لصالح كامالا هاريس في الانتخابات الحالية، وهو ما قد يمثل ربما طوق النجاة لها، خاصة في ظل رغبة مجموعات كبيرة من العرب والمسلمين في عدم التصويت لها بسبب موقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة.
المثقفون وأساتذة الجامعات
غالبية من يحملون شهادات أعلى من البكالوريوس وأعضاء التدريس بالجامعات والمثقفين والباحثين يصوتون في العموم للحزب الديمقراطي، وتمثل هذه الفئة ثقلاً اجتماعياً وثقافياً بالنسبة للديمقراطيين، رغم أنها شريحة غير مؤثرة رقمياً في الانتخابات.
الطبقات الفقيرة
الطبقات الأكثر فقراً تصوت بشكل كبير للحزب الديمقراطي، لأن الشبكة الاجتماعية لها وزن كبير في سياسات الحزب، وتأمل كامالا هاريس بأن تساهم خططها في زيادة الدعم للأطفال وكبار السن في خروج هذه الفئة للتصويت في الانتخابات بشكل كبير.
عمال النقابات
تاريخياً يؤيد الحزب الديمقراطي الاتحادات العمالية والنقابات وحقوق العمال، وهي التي تساعد العمال على التفاوض وتوفر لهم صفقات جيدة أمام أصحاب الشركات والأعمال. يحاول ترامب ونائبه جي دي فانس اختراق هذه الفئة في الانتخابات الحالية من خلال إعلان الاهتمام بالطبقة المتوسطة وعمال المصانع.
سكان الحواضر
يميل نحو 60% في المقاطعات الحضرية إلى الحزب الديمقراطي، مقابل نحو 37% للحزب الجمهوري، وتعد هذه النسبة ثابتة تقريباً على مدار العقدين الأخيرين.
جيل الألفية
هذا الجيل لا يرى مشكلة، على خلاف كبار السن، في تولي امرأة منصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، كما ينحاز إلى قضايا الحريات والتغير المناخي، وهي السياسات التي يتبناها الحزب الديمقراطي، وتبدو فرص كامالا هاريس كبيرة في الحصول على أصواتهم.
مؤيدو حقوق المرأة والإجهاض
يرى نحو 63% من الجمهور في الولايات المتحدة أن الإجهاض يجب أن يكون قانونياً في جميع الحالات أو معظمها، بزيادة أربع نقاط منذ عام 2021، ويرون أن ترامب، الذي تسبب في إلغاء حكم "رو ضد ويد"، الذي كان يبيح حق الإجهاض، في حال فوزه سيمثل خطراً على المتبقي من حقوق النساء.
اليهود
تصل نسبتهم اليوم إلى نحو 5% ويصوت غالبية اليهود لصالح الحزب الديمقراطي، ورغم موقف اللوبي اليهودي (أيباك)، الداعم لترامب، إلا أنه يظل منظمة تعمل سياسياً ولا علاقة لها بشكل كبير بتصويت الناخبين اليهود.
ما هو موقف العرب والمسلمين؟
هذه المرة هناك انقسام واضح داخل المجتمع العربي والمسلم الذي ينحاز للديمقراطيين، وذلك بسبب موقف كامالا هاريس من الحرب على غزة، ففي حين أن مجموعات كبيرة إما أعلنت أنها ستصوت لطرف ثالث أو ستقاطع، فهناك مجموعات أخرى ترى أنها أفضل من ترامب الذي يهدد بمنع دخول مسلمين للولايات المتحدة وطرد طلاب يتظاهرون من أجل غزة.