أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الجمعة، حفر خندق على الحدود مع سورية، في خطوة تهدف إلى ضبط الأمن وسدّ الثغرات والحدّ من تحركات تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويُعدّ ملف الحدود العراقية مع سورية التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، أحد أبرز الملفات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ كثيراً ما تسبب عمليات تسلّل لمسلحي التنظيم في عمليات واعتداءات إرهابية يذهب ضحيتها مدنيون وأفراد أمن.
وأطلقت القوات العراقية عدّة عمليات أمنية سابقاً لضبط حدودها مع سورية، إلا أنها لم تستطع السيطرة عليها بشكل جيد.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، فإنه "تم البدء بحفر خندق على الحدود مع سورية، بهدف إغلاق جميع الثغرات الأمنية"، مبيناً في إيجاز صحافي له اليوم الجمعة، أن "العمل مستمرّ وأن التحالف الدولي زودنا بأبراج وأسلاك شائكة".
وأوضح أن "الخندق يحفر بعرض 3 أمتار، وبعمق 3 أمتار"، مبيناً أنه "كان لدينا 220 كيلومتراً غير منجزة، وقد أنهينا منها نحو 140 كيلومتراً، ونأمل خلال الشهرين القادمين إنهاء هذا الملف، وأن يتم إغلاق كلّ الثغرات الأمنية الموجودة بين الجانب العراقي والسوري".
وسبق للعراق أن وجّه انتقادات إلى نظام بشار الأسد، وتحدث عن ضعف من الجانب السوري في ضبط الحدود، ما يؤدي إلى تسلّل المخربين إلى العراق، في إشارة إلى قوات النظام.
وعدّ عضو لجنة الأمن البرلمانية النائب بدر الزيادي، الخطوة، خطوة جيدة تندرج ضمن جهود حفظ الأمن ومنع تسلّل العناصر الإرهابية. وقال، في تصريح إذاعي، إن "ضبط الحدود من الملفات المهمة في أمن البلاد، وإن قوات الحدود العراقية تضع خططاً صحيحة للسيطرة على الحدود، عن طريق حفر الخنادق ونصب الكاميرات الحرارية الحديثة، وزيادة القوات على الأرض، الأمر الذي سيمنح القوات العراقية القدرة على السيطرة التامة على أي تحركات مريبة بين البلدين".
ولا تنحصر خطورة الجانب السوري على العراق بتسلّل عناصر تنظيم "داعش" فقط، بل إن القوات الموجودة على الجانب الثاني من الحدود السورية مع العراق يضم جهات مسلّحة عدة، عبارة عن قوات للنظام ومليشيات عراقية وإيرانية وأخرى متعددة الجنسيات، فضلاً عن مليشيات "قسد"، ولكلّ طرف أجندته، ما يعوق عملياً إمكانية التنسيق معهم في جعل الحدود محصنة من التسلّل والاختراق.
واعتبر ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية (القوة المسؤولة عن أمن غربي العراق)، أن حفر الخندق لن ينهي المشكلة على الحدود، مؤكداً أن "ضبط الحدود يحتاج إلى قدرات تقنية وفنية عالية، إذ إن حفر الخندق لا يمكن أن يُعدّ خطوة عسكرية محكمة لمنع عمليات التسلل والاختراق. نحتاج إلى تقنيات عالية، فالحدود مع سورية تتطلب نصب كاميرات حرارية، ومراقبة جوية مستمرة، فضلاً عن أهمية تسليم الملف الأمني على طول الشريط الحدودي للقوات الأمنية الرسمية، وإبعاد الفصائل المسلَّحة، والتي تعمل بأجندات خاصة، ولها تواصل مع المليشيات الناشطة في الجانب السوري".
وشدد في حديث مع "العربي الجديد"، على "أهمية التعاون مع التحالف الدولي في هذا الملف، لما له من قدرات عالية في المراقبة الجوية".
وعدّ الباحث في الشأن السياسي رعد هاشم، استراتيجية حفر الخنادق "تقليدية"، وقال في تغريدة له "ما الحاجة لحفر خنادق تقليدية، وقد أشغلونا بالسياج الأمني المتطور، والكاميرات الحرارية"، متسائلاً: "هل سيشمل هذا الإجراء صدّ تجاوزات المليشيات أم داعش فقط؟".
#راديو_سوا،وجه لي سؤال حول تصريح قيادة العمليات المشتركة:
— رعد هاشم🌟Raad Hashim (@raad_arabi) April 29, 2021
(حفر خندق جديد على الحدود مع سوريا، لإغلاق جميع الثغرات الأمنية).
▪️وأجابتي:
(ما الحاجة لحفر خنادق تقليدية، وقد أشغلونا بالسياج الأمني المتطور، والكاميرات الحرارية، وهل سيشمل هذا الإجراء صد تجاوزات الميليشيات أم داعش فقط)؟ pic.twitter.com/Ooo9atM45t