أعلن متحدث عسكري رسمي عراقي، اليوم الخميس، القبض على عدد من المتورطين في الهجوم الصاروخي الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد، في السابع من الشهر الحالي، مؤكداً أنّ التحقيقات أثبتت صلة عدد منهم بالأجهزة الأمنية.
وتسبب الهجوم على مبنى السفارة الأميركية في بغداد، يوم الخميس الماضي، بواسطة قذائف صاروخية، في أزمة لحكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي تعهد في وقت سابق بحماية المصالح الأميركية في العراق ووقف الهجمات التي تطاولها، لا سيما المدنية منها.
واليوم الخميس، قال بيان للمتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية، اللواء يحيى رسول، إنّ "الاعتداء الذي وقع يوم 7 من الشهر الحالي، والذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأميركية هو اعتداء على أمن العراق وسيادته".
وبيّن رسول أنّ "الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق في الحادث للوصول إلى الجُناة وتقديمهم للعدالة، وتمكّنت أجهزتنا الأمنية من تحديد هوية الفاعلين، إذ بيّنت المعلومات الأولية أنّ بعضهم، مع الأسف، على صلة ببعض الأجهزة الأمنية"، مؤكداً "إلقاء القبض على عدد منهم (لم يحدد)، وما زالت جهود البحث والتحرّي متواصلة للوصول إلى كل من أسهم في هذا الاعتداء".
وتابع البيان أنّ "الجهات المختصة نجحت في التوصّل أيضاً إلى من ساعد الجناة وقدّم لهم الدعم اللوجستي للوصول إلى منطقة التنفيذ وإخلائهم منها، وتم إيداعهم التوقيف، بغية اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
ويأتي الإعلان العراقي الرسمي بعد أقل من يومين على بحث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الهجوم على مقر السفارة الأميركية في بغداد، وفقاً لبيانات صدرت عن الجانبين، أكدت من خلالها تعهد العراق بالتحقيق في الهجوم، فيما رحّبت واشنطن بوصف الحكومة العراقية للمهاجمين بأنهم "إرهابيون".
وكشفت مصادر حكومية في بغداد، بينهم مستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أنّ الوزير بلينكن أوصل لرئيس الوزراء العراقي "رسالة تحذير قوية"، بشأن عزم واشنطن الردّ على الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيّرة التي تستهدف مصالحها في العراق وسورية وخاصة السفارة في بغداد.
ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفّذت فصائل عراقية مسلحة أكثر من 90 هجوماً بواسطة طائرات مسيّرة مفخخة ثابتة الجناح، وصواريخ كاتيوشا، على قواعد أميركية في العراق وسورية، رداً على الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب على غزة، وفقاً لبيانات صدرت عن أكثر من فصيل مسلح. وقدّمت عدد من تلك الفصائل نفسها أخيراً تحت عنوان "المقاومة الإسلامية في العراق"، ضمن تبنيها تلك العمليات.
وتعليقاً على البيان العراقي، وصف الباحث في الشأن السياسي العراقي، أحمد النعيمي، الإعلان بأنه "يفتح الباب على تصعيد جديد بين الفصائل المسلحة ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
وأضاف النعيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة العراقية مطالبة بعرض صور أو هويات الذين تم اعتقالهم والجهة التي يتبعون لها، لتضفي مزيداً من المصداقية على هذا الإعلان المهم والذي يعتبر تطوراً نوعياً".
وأشار إلى أنّ كل الهجمات التي تنفذ على القوات الأميركية، تجري "من خلال هويات وسيارات تابعة للحشد الشعبي، تستخدمها الفصائل للتنقل دون أن تخضع لتفتيش أو إيقاف مسبق في مناطق ومحافظات العراق".