استمع إلى الملخص
- **التعاون العراقي الفرنسي:** العقد هو نتيجة لقاءات بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الفرنسي، ويهدف إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية. من المتوقع بدء تسليم المروحيات في مطلع عام 2025.
- **تطوير الدفاعات الجوية:** الحكومة العراقية تولي أهمية لتطوير قدرات الدفاع الجوي، مع تخصيص 15% من ميزانية 2023 للمؤسسات الأمنية والعسكرية، بما يتجاوز 18 مليار دولار.
أبرم العراق مع شركة إيرباص الفرنسية عقداً لشراء مروحيات قتالية، لتعزيز قدراته الجوية في ضبط الملف الأمني وملاحقة بقايا تنظيم داعش التي ما زالت تشكل تهديداً في البلاد. وتضمّن العقد الذي وقّعه عن الجانب العراقي وزير الدفاع ثابت العباسي، وعن الجانب الفرنسي السفير في بغداد باتريك دوريل، أمس الخميس، 14 مروحية، 12 منها قتالية متعددة المهام من طراز كاراكال "إتش 225 إم".
وقال وزير الدفاع العراقي، في كلمة له بعد توقيع العقد، إن "الوزارة مستمرة بتوقيع العقود مع الشركات الرصينة، من أجل رفع قدرات الجيش العراقي"، مضيفاً أن "طائرة كاراكال من الجيل المتقدم، وأن قادتنا في الجيش العراقي لديهم تجربة في استخدام هذه الطائرة نتيجة مشاركة فرنسا في التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش". وأضاف أنه "في الأيام القليلة المقبلة، نحن مقبلون على عقود أخرى ترفع أيضاً من قدرات الجيش العراقي، ولاسيما أننا نتلقى الدعم الكامل من قبل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني".
من جهته، قال السفير الفرنسي في بغداد إن "العقد هو خلاصة اللقاءات والنقاشات المستمرة التي جمعت رئيس الوزراء العراقي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، معرباً عن سعادته لـ"توقيع هذا العقد، والوصول إلى هذه النتيجة المهمة، ضمن إطار المساعي الحثيثة لكلتا الدولتين لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية وتعزيز سيادة البلاد". ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير فرع "إيرباص هيليكوبترز" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أرنو مونتالفو قوله إن الاتفاق يشمل تسليم 12 مروحية من طراز "إتش 225 إم" اعتباراً من مطلع العام المقبل 2025.
في غضون ذلك، أكد متحدث عسكري عراقي أن "الجهات المسؤولة تدرس عروضاً لتطوير قدرات الدفاعات الجوية والقوة الجوية في البلاد". وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء يحيى رسول، إن "السوداني يولي أهمية كبيرة لملف إكمال قدرات الدفاع الجوي العراقي والقوة الجوية وطيران الجيش"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) اليوم الجمعة، أن "العراق حقق مستويات متقدمة بمسألة نظام الدفاع الجوي، فضلاً عن نصب الرادارات بمستوياتها العالية والمتوسطة والواطئة، ومستمرون ببناء قدرات الدفاع الجوي بالشكل الذي يؤمن سماء العراق والدفاع عن سيادته". وأضاف أن "هناك الكثير من العروض الفنية بهذا الصدد".
وكان السوداني قد راجع ملف التسليح و"وجّه بإعادة النظر بآليات التعاقد في ضوء الأولويات المدروسة"، وأن يجري تقديم الدفاع الجوي في جانب التسليح والتجهيز. كما وجّه بالتنسيق الدقيق مع وزارة المالية من أجل رصد المبالغ التي تتطلبها الخطّة التسليحية، إلا أن وجهة العراق لا تبدو واضحة بشأن الملف، إذ ترفض أطراف مؤثرة هي ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد التعاقد مع أميركا بشأن الملف. وسبق أن جرى الحديث عن إبرام صفقة تسليحية جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية تتضمن شراء طائرات، جرت أثناء زيارة السوداني في 13 مارس/ آذار المنصرم الى واشنطن، إلا أنه لم يكشف تفاصيلها حتى الآن.
ويُعد تسليح الجيش العراقي غير متطور نسبياً، لا سيما في ظل ما شاب صفقات السلاح التي أبرمتها الحكومات السابقة من فساد كبير، تسبّب بتعليق الكثير منها، خصوصاً تلك التي أُبرمت في زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ومنها صفقة السلاح الروسية، وغيرها. وخصص العراق من الميزانية المالية للعام 2023 نحو 15% للمؤسسات الأمنية والعسكرية العراقية، بمبلغ تجاوز 18 مليار دولار أميركي، من أصل الميزانية الضخمة وهي 153 مليار دولار. وتشمل المخصصات العسكرية عقود المشاريع الضخمة للقطاع العسكري وشراء الأسلحة والطائرات التي كانت مدرجة في الميزانيات السابقة، بالإضافة إلى دعم الملفات الاستخباراتية والتدريبات في الخارج، وغيرها.