العراق يتحسب من عدوان إسرائيلي و"المقاومة الإسلامية" تهدد بضرب قواعد أميركية

04 أكتوبر 2024
مسيرة بالبصرة في العراق تنديداً بالعدوان الإسرائيلي، 29 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحكومة العراقية في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجوم إسرائيلي محتمل، حيث يتواصل القائد العام للقوات المسلحة مع القيادات لضمان الجاهزية، وسط تهديدات إسرائيلية مستمرة.

- فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" تحذر من أن أي عدوان إسرائيلي سيعتبر نقضاً للهدنة مع القوات الأميركية، مما يعرض القواعد الأميركية لهجمات صاروخية، مشيرة إلى أن الدعم الأميركي لإسرائيل يزيد التوترات.

- "كتائب حزب الله العراقية" تحذر من "حرب الطاقة" التي قد تؤدي لخسارة 12 مليون برميل نفط يومياً، وتعمل الحكومة على تعزيز التعاون مع واشنطن لحماية ممرات النفط وحل الخلافات مع أربيل.

قال عضو في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، اليوم الجمعة، إن العراق اتخذ خطوات عدة تحسبا لأي اعتداء إسرائيلي، في وقت أكد فيه مصدران مقربان من فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" لـ"العربي الجديد"، أنها أبلغت الحكومة بأن أي عدوان صهيوني على العراق يعني نقض الهدنة مع القوات الأميركية الموجودة في العراق وشن هجمات غير مسبوقة عليها.

وذكر عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الإطار التنسيقي" علاوي البنداوي أن "الحكومة اتخذت خطوات متعددة تحسباً لهجوم إسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، والقوات الأمنية والعسكرية جاهزة لأي طارئ"، لافتاً في تصريحات أوردتها وكالات أنباء عراقية محلية إلى أن "القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني في اجتماعات وتواصل دائم مع القيادات العسكرية والأمنية وكان له اجتماع قريب مع قيادة العمليات المشتركة".

وأضاف البنداوي أن "العراق اتخذ إجراءات وخطوات تحسباً لهجوم إسرائيلي على المستوى العسكري والأمني وحتى على مستوى الوزارات وغيرها، وخاصة أن الكيان الصهيوني دائما ما يهدد، وهو الآن يفعل كل شيء دون أي رادع دولي له وكل شيء متوقع منه، والتهديدات يجب أن تؤخذ على محمل الجد وتكون هناك حيطة وحذر، وهذا ما عملت عليه الحكومة". هذا، ولم يكشف النائب عن الإطار التنسيقي تفاصيل أكثر عن الإجراءات المتخذة من قبل القيادة العسكرية والأمنية في العراق، لحساسية الموضوع، على حد قوله.

في السياق ذاته، قال مصدران مقربان من "المقاومة الإسلامية في العراق" لـ"العربي الجديد"، وتحدث كل منهم على انفراد، إن الجماعة أوصلت تصورا لحكومة السوداني بأن أي عدوان إسرائيلي على العراق يعني نقض الهدنة الحالية مع القوات الأميركية وستكون كل قواعدها في مرمى النيران. وقال أحدهما في اتصال هاتفي: "الأميركيون صار عندهم تصور كامل لهذا السيناريو. هجوم إسرائيلي يعني أن القواعد الأميركية (عين الأسد وحرير وفيكتوري) ستكون تحت مرمى الصواريخ والمسيرات الانقضاضية"، وفقا لقوله، وأشار إلى أن "القواعد في سورية وأي دولة أخرى بالمنطقة توجد فيها القوات الأميركية وتصل إليها صواريخنا ومسيراتنا لن تكون في مأمن أيضا، ونعي أن التوسع بالعدوان الإسرائيلي لم يكن ليتحقق لولا الدعم الأميركي السياسي والعسكري على حد سواء".

وحذرت "كتائب حزب الله العراقية"، أمس الخميس، من "حرب الطاقة"، مؤكدة أنها ستكلف العالم خسارة 12 مليون برميل نفط يوميا. وقال المسؤول الأمني في الكتائب أبو علي العسكري، في تدوينة له على منصة "تليغرام": "إذا بدأت حرب الطاقة سيخسر العالم 12 مليون برميل من النفط يوميا"، مضيفاً "كما قالت كتائب حزب الله سابقاً إما ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع"، في إشارة منه إلى تقارير إعلامية تحدثت عن إمكانية تعرض منشآت الطاقة الإيرانية لعدوان إسرائيلي.

ولم يدل المسؤول في الفصيل المسلح بأي تفاصيل أخرى، وجاء التصريح بعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة العراقية التعاون مع واشنطن لحماية ممرات النفط العراقية، إذ التقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية جون باس ومسؤول شؤون الطاقة جيفري بايت، أمس الخميس، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" في واشنطن. ووفقا لبيان لوزارة الخارجية العراقية، فإنه "جرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون المشترك في مجالات الطاقة والنفط والاقتصاد، ومواصلة الجهود الدبلوماسية للحفاظ على استقرار العراق وأمنه"، مبينا أن "الجانبين تطرقا إلى ضرورة حماية الممرات البحرية لضمان تصدير النفط العراقي والخليجي من خلال تأمين هذه الممرات".

وأضاف أنه "تم التركيز على استمرارية الحوار بين بغداد وأربيل والشركات النفطية العاملة في إقليم كردستان العراق لضمان حل الخلافات المتعلقة بتصدير النفط، فضلا عن مناقشة الأوضاع الأمنية في المنطقة وتداعيات التصعيد الحاصل وتأثيره على مصادر الطاقة والنفط". وأكد الجانبان على "أهمية استمرار التعاون بين الولايات المتحدة والعراق لضمان عدم انجرار البلاد إلى أي تصعيد إقليمي، والعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن الاضطرابات الإقليمية".

المساهمون