وقال مصدر قبلي محلي لـ "العربي الجديد" إن محافظة الأنبار ستشهد قريبا مؤتمرا موسعا يضم أغلب زعماء ووجهاء العشائر في المحافظة، من أجل التوقيع على "وثيقة عهد" بين أبناء المحافظة، تسهم في تعزيز التعايش السلمي، بعد طرد تنظيم "داعش"، مؤكدا أن الوثيقة ستعمل على إطلاق سراح المدنيين الأبرياء الذين اعتقلوا خلال حملات تحرير مدن المحافظة، والدعوة إلى تقديم من يثبت تورطه بالعمل مع تنظيم "داعش" إلى القضاء.
إلى ذلك، دعا شيخ عشيرة البو فهد، رافع الفهداوي، الحكومة المحلية في محافظة الأنبار إلى تبني الوثيقة التي تهدف لنشر السلام في محافظة الأنبار، مؤكدا خلال مقابلة متلفزة أن "وثيقة العهد" حظيت بمباركة الأمم المتحدة.
وأشار إلى وجود خلل في قيادة الشرطة و"الحشد الشعبي" في محافظة الأنبار، مبينا أن تفعيل الوثيقة سيكون من أجل تشخيص الأبرياء من المجرمين.
وأشار أيضا إلى وجود عدد كبير من الأبرياء في السجون، فيما يطلق سراح عناصر تنظيم "داعش" مقابل مبالغ مالية.
وفي سياق متصل، شدد عضو مجلس شيوخ الأنبار، مازن العيثاوي، اليوم الثلاثاء، على ضرورة دعم الوثيقة التي تسعى إلى إزالة الخلافات، وتخفيف الاحتقانات التي خلفتها السنتان الماضيتان من حكم تنظيم "داعش"، مشدداً على ضرورة عدم الوقوع في نفس أخطاء المرحلة الماضية التي اعتمدت على حل جميع المشاكل بقوة السلاح.
وأضاف "ستدعو الوثيقة إلى عقد مجالس صلح كبيرة لإنهاء جميع النزاعات التي اندلعت بين عشائر الأنبار، بعد دخول تنظيم داعش إلى المحافظة، وتشكيل صندوق يتكفل بدفع ديات للأشخاص الذين قتلوا أثناء النزاعات"، مؤكدا أن الوثيقة ستضع غرامات مالية كبيرة على المتنصلين منها.
يذكر أن طرح "وثيقة العهد" في محافظة الأنبار، يشير بشكل واضح إلى محاولة من العشائر لدخول "التسوية التاريخية" التي طرحها رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، بحسب أستاذ العلوم السياسية، حسان العيداني، والذي أكد لـ "العربي الجديد"، أن المجاميع العشائرية التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، خلال المرحلة الماضية، تسعى الى إيجاد موطئ قدم في التسوية السياسية المطروحة، لا سيما بعد الحديث عن عدم وجود خطوط حمراء في التسوية المقترحة، باستثناء حزب البعث المنحل، وتنظيم "داعش".