العراق: نتائج التحقيق بمجزرة صلاح الدين تؤكد وقوف تنظيم "داعش" خلفها

13 مارس 2021
أدى الهجوم إلى مقتل 8 أشخاص من أسرة واحدة (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات العراقية نتائج التحقيق في الاعتداء الدامي الذي شهدته محافظة صلاح الدين، فجر أمس الجمعة، وأدى إلى مقتل 8 أشخاص من أسرة واحدة بهجوم نفذه مسلحون يرتدون الزي العسكري.

وقال بيان لخلية الإعلام الأمني العراقية صدر في وقت متأخر مساء أمس الجمعة، إن اللجنة التحقيقية بمجزرة صلاح الدين أكملت أعمالها، موضحة أنها توصلت إلى أن منفذي الجريمة هم من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، ودخلوا إلى المنطقة وهم يرتدون الزي العسكري بحجة التفتيش، وقتلوا 8 أشخاص.

وأكد البيان تحديد هوية المسؤول عن الجريمة، وهو من سكان القرية السابقين، حيث طردته العائلات من قريتهم رفضاً لأعماله الإرهابية، وجاء لينتقم من هؤلاء الأبرياء العزل وأبنائهم.

بدورها، أكدت مصادر من داخل البلدة التي شهدت الاعتداء الدامي (البو دور) لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي قدموا إفادات مهمة أكدت تورط تنظيم "داعش"، بالهجوم. ووفقاً لمسؤول محلي، فإن التحقيق حالياً انتقل، بعد تحديد هوية المنفذين، إلى كيفية دخولهم المنطقة وتسللهم، وهناك تحقيق مع ضباط أمن وعناصر شرطة في هذا السياق.

في غضون ذلك، وصل اليوم السبت وفد أمني رفيع برئاسة وزير الداخلية عثمان الغانمي، ورئيس أركان الجيش عبد الأمير الشمري، إلى محافظة صلاح الدين لمتابعة إجراءات التحقيق في الحادثة، وزيارة ذوي الضحايا الذين رفضوا أمس الجمعة تشييع قتلى المجزرة قبل حضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أو وزير الداخلية، بحسب إيجاز صحافي قدمته وزارة الداخلية العراقية صباح اليوم.

بالسياق ذاته، قال عضو البرلمان السابق عن محافظة صلاح الدين مشعان الجبوري، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن الجريمة تؤكد الحاجة للاستجابة إلى المطالب الشعبية بإخراج المليشيات المسلحة من المدن، وجعل مهمة الأمن مقتصرة على الجهات المعنية التي حدّدها الدستور، كي لا يختلط الحابل بالنابل بما يمكّن الخارجين عن القانون من ارتكاب جرائمهم.

واعتبر رئيس جبهة "الإنقاذ والتنمية" أسامة النجيفي أن جريمة صلاح الدين تمثل دليلاً جديداً على تغوّل الإرهاب والسلاح المنفلت، وإصراره على سفك دم العراقيين، وللأسف يقابله عجز تام عن فرض الأمن، فهل سينتظر العراقيون تشكيل لجان تحقيقية جديدة بلا فائدة؟

وكان عضو البرلمان العراقي محمد الكربولي، قد وجه أمس الجمعة، اتهامات إلى "السلاح المنفلت، والسلاح شبه الرسمي"، بالوقوف وراء مجزرة صلاح الدين، مشيراً إلى "تغول السلاح المنفلت على الدولة، وعلى القيم الإنسانية".

من جهتها، رفضت "هيئة الحشد الشعبي" الاتهامات التي وجهت إلى فصائل مسلّحة بالوقوف وراء المجزرة. وقالت الهيئة في بيان: "ها نحن اليوم نقدم كوكبة من أبناء العشائر العراقية الأصيلة الذين عرفوا بالتزامهم الوطني والديني والأخلاقي، وكانوا خير سند لإخوانهم من الجيش والحشد الشعبي والأجهزة الأمنية الأخرى"، مضيفة: "وبينما نحن نعيش هذه المأساة الأليمة على قلوبنا، نرى باستغراب تصريحات بعض مدعي السياسة، وبعض القنوات (المحطات الفضائية) الذين يزايدون على الدماء الطاهرة لأجل المكاسب الدنيئة، وللأسف الشديد ترى بعضهم يطبلون ويكيلون الاتهامات لأبناء جلدتهم الذين كانوا وما زالوا يقدمون أنفسهم فداء للوطن".

المساهمون