العراق: نائب مستقل يواجه تهديدات بسبب انتقاده قيادات في "الحشد الشعبي"

29 يوليو 2022
يُعد سجاد سالم من أبرز المحتجين في محافظة واسط التي أضحى نائباً عنها في البرلمان (فيسبوك)
+ الخط -

يواجه النائب المستقل في البرلمان العراقي سجاد سالم تهديدات وعشرات الدعاوى القضائية ضده بسبب انتقادات وجهها إلى قيادات في "الحشد الشعبي"، وسط تضامن واسع من الناشطين والمدونين الذين أطلقوا وسم #متضامن_مع_سجاد_سالم للدفاع عنه، لا سيما أنه من أبرز الوجوه الاحتجاجية في محافظة واسط العراقية.

وقال سالم، منتصف الشهر الجاري، إن "هيئة الحشد الشعبي هي الذراع المسلح لجميع الأحزاب الإسلامية"، وإن "الدفاع عن تضحيات المتطوعين في المعركة ضد الإرهاب تلزمه أولاً قيادات غير متورطة في الفساد وسفك الدم"، مبيناً في تغريدة على "تويتر" أن "كل إصلاح في العراق وسلام واستقرار يجب أن يمر أولاً على موضوعة الفصائل والسرايا وهيئة الحشد، وحصر السلاح بيد الدولة وحدها لا شريك لها في ذلك".

وتساءل سالم: "كيف نثق بقيادات مثل أبو فدك والفياض؟"، معتبراً أن "‏هذه الأسماء متهمة من المجتمع العراقي ونوجه لها اتهاماً مباشراً بقتل المحتجين وتغييب بعضهم، وممارسة الإبعاد القسري لآخرين، فضلاً عن إضعافهم الدولة ومؤسساتها، ومساهمتهم المباشرة في حماية الفاسدين".

ولفت سالم إلى أنّ "‏هيئة الحشد الشعبي بصريح العبارة هي ذراع مسلح للأحزاب الإسلامية جميعاً، وهي العقدة الآن وجذر المشكلة، التي باستمرار وضعها الحالي لن يشهد مجتمعنا مستقبلاً نظاماً ديمقراطياً واستقراراً، أو حتى انتخابات".

واليوم الجمعة، ظهر سالم في مقطع مصور نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد فيه ضرورة تحرير هيئة الحشد الشعبي من "طغيان القادة"، وأن يخضع جميع منتسبي الهيئة إلى "سياق عسكري محترم".

وذكر أن "عدداً من المنتسبين توجهوا إلى المحاكم لرفع دعوى ضده بتهمة إثارة الفتنة والتحريض ضد الحشد"، الهدف منها هو "محاصرته بالشكاوى، وصولاً إلى رفع الحصانة النيابية عنه.

وأضاف أن على المنتسبين التوجه إلى المحاكم بناء على التوجيهات التي صدرت لهم، لتجنب فصلهم من الخدمة، وأن موقفه من قادة هيئة الحشد الشعبي لا تراجع عنه، فيما سيتحمل "التبعات القانونية لهذا الأمر".

وجاء توضيح النائب بالتزامن مع تحذيرات نشرها مدونون من وجود مخطط لاستهداف منزله، تحذيراً من معاودة انتقاد قادة فصائل مسلحة في "الحشد الشعبي" بشكل علني.

واعتبر الصحافي والناشط العراقي أحمد الشيخ ماجد التهديدات التي يواجهها النائب في البرلمان سجاد سالم "بديلاً عن الكاتم"، في إشارة إلى عمليات الاغتيال التي طاولت ناشطين سابقاً بواسطة أسلحة مزودة بكاتم للصوت.

من جانبه، بيَّن عضو اتحاد طلبة العراق ليث حسين أن "سجاد سالم يتعرض لحملة ظالمة من القضايا ذات الأهداف السياسية من قبل الجماعات المسلحة لإسكاته، وبالوقت نفسه حملات إلكترونية لتهديد حياته"، مطالباً في تصريحات له بالوقوف مع النائب المستقل ومساندته.

بدوره، لفت عمار ستار إلى أن "سالم كان يمثل رأي كل محتج على النظام وحماته، وما يحصل الآن من تحريض بالقتل، أسلوبهم الكلاسيكي، هو ليس استهدافاً لسجاد، إنما استهداف لنا جميعاً ولحرية التعبير أيضاً".

ويُعد سجاد سالم من أبرز المحتجين في محافظة واسط العراقية، التي أضحى نائباً عنها في البرلمان في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وعُرفت عنه مناهضته للفصائل المسلحة، وقد تعرض لأكثر من هجمة إعلامية ومحاولات لتصفية سياسية من قبل المليشيات.

المساهمون