أفادت مصادر أمنية ومحلية في إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة، بأن قتيلاً سقط بهجوم نفذته طائرة مسيّرة استهدفت مقرا لجماعة مرتبطة بمسلحي "حزب العمال الكردستاني" في محافظة السليمانية شمالي العراق.
وقال المتحدث باسم شرطة منطقة كلار بالسليمانية، العقيد علي جمال، إنه "بعد ظهر اليوم سمعنا دوي انفجار، وبعد الوصول إلى مكان الحادث اتضح استهداف طائرة مسيّرة بناية بطابقين في حي شهيدان بقضاء كلار"، مبينا، في تصريح لموقع إخباري محلي، أن "المعلومات الأولية تشير إلى مقتل شخص واحد على الأقل لم تُعرف هويته حتى الآن". وأكد أن "التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث".
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط على مقتل عنصر من مسلحي "العمال الكردستاني" في بلدة سنجار التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، وإصابة اثنين آخرين في قصف بطائرات مسيّرة تركية.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، نفذت مقاتلات تركية عدة ضربات استهدفت مواقع لمسلحي "العمال الكردستاني" في قرى سيندار وكيركاشي في سفح جبل كارة، وقرية سركلي على سفح جبل متين، وهي تتبع لبلدة العمادية شمالي محافظة دهوك، من دون معرفة حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن القصف.
وشنّت الطائرات الحربية التركية، الأسبوع الماضي، عمليات قصف لمواقع مختلفة من محافظة دهوك شمالي العراق ضمن سلسلة هجمات لتحييد المسلحين الذين يهددون أنقرة ومدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وانتشرت أخيراً قوات عراقية تابعة لحرس الحدود في منطقة حدودية جديدة مع تركيا، ضمن محافظة دهوك في إطار خطة قالت وزارة الداخلية العراقية إنها تهدف إلى فرض السيطرة على الحدود الدولية، ومنع عمليات التسلل والأنشطة المسلحة في المنطقة.
ويتمركز مسلحو "حزب العمال الكردستاني" في مدينة سنجار، ما يمنع عشرات الآلاف من الأهالي من العودة إلى ديارهم بعد أعوام النزوح، وتشتيتهم في مخيمات متناثرة في مدن إقليم كردستان العراق. كما يعرقل المسلحون تنفيذ اتفاق تطبيع أوضاع المدينة وإعادة أهلها إليها، الموقّع بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بإشراف بعثة الأمم المتحدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2020، الذي يقضي الاتفاق بإخراج عناصر "الكردستاني" وفصائل "الحشد الشعبي" من مدينة سنجار وإعادة النازحين.
وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، التي أطلقتها أنقرة رسمياً منذ منتصف عام 2021، مقار وعناصر "العمال الكردستاني" في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، أدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "العمال الكردستاني"، المصنف ضمن قائمة الإرهاب في تركيا، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له.