شهدت محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، الواقعة شمالي العراق، أخيراً، قيام عناصر ينتمون لفصائل مسلحة بفرض إتاوات على تجار وسكان محليين في المحافظة، دون أن تتدخل السلطات المحلية هناك لمنع هذه الظاهرة.
وقال عضو البرلمان العراقي عن محافظة كركوك، ريبوار طه، اليوم الإثنين، إنّ جماعات مسلحة في كركوك تعمل خارج الأطر القانونية، تقوم عناصرها بفرض إتاوات على التجار والمحال وأصحاب المصالح.
ولفت طه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ هذه الظاهرة برزت، أخيراً، وانتشرت في مركز المحافظة، مشيراً إلى وجود من يدعي فرض القانون، إلا أن الحقيقة خلاف ذلك.
وأوضح طه أن الظاهرة العسكرية في شوارع كركوك "لا تبشر بالخير، ولا يمكن الذهاب إلى الانتخابات في ظل وجود هذه الظاهرة"، معتبراً أن "المحافظة تحولت إلى برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة".
ودعا طه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الاهتمام بما يحدث في كركوك، والاستماع إلى جميع مكوناتها، مطالباً بعقد اجتماع يترأسه الكاظمي لحل مشاكل المحافظة.
واتهم الإدارة الحالية في كركوك بأنها "غير صادقة بشأن ما يحصل في المحافظة، كما أنها غير قادرة على تسيير الأمور"، داعياً رئيس الوزراء إلى الاستعانة بغيرها من أجل كشف الحقائق، و"إلا فإن برميل بارود كركوك قد ينفجر"، على حد قوله.
وكانت وسائل إعلام محلية عراقية قد نقلت، في وقت سابق، عن سكان محليين قولهم إنّ شركات وهمية تابعة لفصائل مسلحة تقوم بفرض الإتاوات على أهالي كركوك، مشيرة إلى أن هذه الشركات تعمل تحت غطاء الحراسة الليلية، وحماية أملاك المواطنين، وجمع النفايات، وتقوم بفرض مبالغ جباية إجبارية على السكان.
عضو البرلمان السابق، ماجد شنكالي، أكد، لـ"العربي الجديد"، أن ذلك يحدث حين تضعف الدولة، مشيراً إلى وجود إتاوات تفرض على التجار الكبار في المناطق التي توجد فيها فصائل مسلحة.
ولفت إلى أن ضعف الحكومة هو الذي تسبب في ذلك، مضيفاً "نسمع أخبارا عن فرض إتاوات على التجار وأصحاب المحال خصوصاً في محافظتي كركوك ونينوى". وأشار إلى أن بعض الذين يفرضون الإتاوات يدعون ارتباطهم بالفصائل المسلحة.
وشدد على ضرورة قيام القوات الأمنية بكشفهم والقبض عليهم ومحاكمتهم، موضحاً أن السلطات لم تعتقل أحدا منهم حتى الآن.
وتابع "هناك من يستخدم سلاح الدولة لفرض حالة اللا دولة"، مشيراً إلى أن الحل يكمن في إخراج جميع الفصائل من كركوك، ومسك الأمن من قبل القوات العراقية من الجيش والشرطة.
يذكر أن كركوك تعد من أبرز المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، وبقيت تحت سيطرة القوى الكردية منذ احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية عام 2003، حتى دخول الجيش العراقي عام 2017 على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق والذي شمل كركوك ومناطق أخرى متنازعا عليها.