بحث وزير الدفاع العراقي عناد جمعة مع مسؤول عسكري فرنسي ملفي تسليح وتدريب القوات العراقية للمرحلة المقبلة، ضمن جهود الحكومة العراقية لتطوير القدرات القتالية للجيش مع قرب انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي في البلاد.
جرى ذلك خلال استقبال الوزير العراقي المدير العام للتسليح بوزارة الدفاع الفرنسية اللواء أوليفير لوكوانت.
ووفقا لبيان أصدرته وزارة الدفاع العراقية، فإنه "جرت خلال اللقاء مناقشة سبل التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بجوانب التسليح والتدريب".
وتشارك فرنسا ضمن قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
لقاءات متكررة
ويعد هذا اللقاء الثالث من نوعه خلال الأسبوع الجاري، إذ سبقه لقاءان لمسؤولين عسكريين عراقيين وفرنسيين، تم خلالها بحث فتح دورات تدريبية للمقاتلين العراقيين في فرنسا.
إذ بحث رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق الأول الرُكن عبد الوهاب الساعدي، قبل عدّة أيام، مع رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال تييري بوركهارد، وسفير دولة فرنسا في العراق إيريك شوفليه، فتح دورات في دولة فرنسا يتم فيها إرسال مقاتلين من الجهاز لتدريبهم على مجالات مختلفة تخص العمليات الخاصة.
وقبل هذا اللقاء بيوم واحد، جمع لقاء بين قائد العمليات المشتركة، الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، ورئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية في مقر قيادة العمليات المشتركة ببغداد. وقد بحث الجانبان سبل التعاون المشترك بين البلدين، وعمل المستشارين الفرنسيين العاملين ضمن التحالف الدولي في مساعدة القوات المسلحة العراقية، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
يجري ذلك في وقت تستعد فيه قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق للانسحاب وتحويل المهام إلى مهام استشارة وتدريب.
تشكيك بجدية الانسحاب
القوى الحليفة لإيران، والتي تشكك حتى الآن بجدية انسحاب قوات التحالف، أطلقت تحذيرات وأبدت رفضها لأي تفاهمات تدريبة للعراق مع دول التحالف الدولي.
وأكد عضو المكتب السياسي لمليشيا "النجباء" حيدر اللامي أن "فصائل المقاومة لن تسمح بإيجاد مبرر لبقاء لقوات التحالف بذريعة التدريب والمشورة"، وقال في تصريح صحافي إن "الدور القتالي لقوات التحالف انتهى، وإن محاولات الانتقال إلى مهمة جديدة تتمثل بتقديم المشورة والمساعدة والتمكين للقوات العراقية، ما هي إلا ذريعة للبقاء في العراق".
وشدد على أنه "لسنا بحاجة لوجود قوات تدريب أو مشورة أجنبية على الأراضي العراقية، ولن نقبل بذلك".
وبعد أربع جولات حوار بدأت العام الماضي بين بغداد وواشنطن، توصّلت الحكومة العراقية والإدارة الأميركية إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات القتالية في التحالف الدولي في 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وبالإبقاء فقط على المستشارين التابعين للتحالف لتقديم الدعم والمشورة للقوات العراقية.
وكان العراق قد أعلن، الخميس الفائت، انتهاء آخر جولات الحوار مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي بدأت العام الماضي، مؤكداً نهاية المهام القتالية وانسحابها من العراق، على أن تستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.