تشهد مدينة الناصرية العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار 300 كيلومتر جنوبي العراق، منذ يومين حراكا شعبيا رافضا لافتتاح ملحقية تابعة للقنصلية الإيرانية في البصرة داخل المدينة، وسط تلويح من قبل المحتجين بالتصعيد.
ورغم أن الملحقية المقرر فتحها وسط المدينة موجهة لأغراض إصدار سمات الدخول إلى إيران وتسهيل إجراءات السفر إليها، إلا أن العشرات من المحتجين يواصلون منذ يومين حراكهم للضغط على السلطات بالمحافظة لوقف إجراءات فتحها.
وأقدم المتظاهرون على إحراق الإطارات وإغلاق طريق رئيسية وسط المحافظة مع ترديد هتافات مناوئة لإيران، ملوحين بإحراق المبنى المقرر فتح الملحقية به، في إشارة إلى بناية غرفة تجارة الناصرية الواقعة بالقرب من شارع البهو وسط المدينة.
وأمس الأربعاء، تلا ناشط يدعى سجّاد العراقي بيانا من أمام مبنى غرفة تجارة مدينة الناصرية جاء فيه: "بعد وصول معلومات عن فتح القنصلية الإيرانية في الناصرية تم الاتصال بالحكومة المحلية ورئيس غرف التجارة وأغلق الموضوع تماما... لا للقنصلية الإيرانية في الناصرية".
من جانبها، أصدرت غرفة تجارة الناصرية بيانا عقب تظاهرات الناشطين توضح فيه مسألة افتتاح ملحقية إيرانية في مبناها، وقالت فيه إن الجانب الإيراني اقترح تعيين موظف لاستلام معاملات المواطنين لغرض تسهيل حصول المواطن الذي قاري (محافظة ذي قار) على الفيزا ولم يتم الاتفاق لغاية الآن.
وتوجد ثلاث قنصليات إيرانية جنوبي العراق بمحافظات البصرة والنجف وكربلاء. وتعرضت القنصليات الثلاث لهجمات من محتجين غاضبين خلال التظاهرات التي تفجرت في الربع الأخير من العام 2019، حيث اقتحم المحتجون مقراتها وأحرقوها رفضا للتدخل الإيراني بالشأن العراقي.
وقال مسؤول محلي في محافظة ذي قار، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك سوء فهم من قبل الشبان الموجودين بالشارع للاحتجاج منذ يومين. لا توجد نية بفتح قنصلية وهذا الأمر مرتبط ببغداد إن قبلت أو رفضت، ولا سلطة لنا هنا في حكومة ذي قار المحلية في هذا الملف بشيء، لكن هناك خطوة تسهيل أمور العراقيين الراغبين بزيارة إيران لغرض العلاج أو السياحة بدلا من الذهاب إلى البصرة أو بغداد لأخذ تأشيرة دخول، سيكون هناك موظفون من القنصلية الإيرانية في البصرة لتسلم طلباتهم".
وتابع أن رد فعل الشارع الرافض مرتبط بالغضب الشعبي الحاصل في العراق على قصف إيران لمدينة أربيل وما تبعه من قرار الاتحاد الدولي نقل مباريات العراق ضمن مونديال 2022، خارج العراق وإلى أرض محايدة بعد القصف الإيراني الأخير، وفقا لقوله.
أما الناشط المدني أحمد الشحماني فقال لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين لا يريدون رؤية ممثلية إيرانية تحت أي مسمى كان بالمدينة"، متسائلا عما تحقق لأهالي مدن أخرى توجد بها قنصليات إيرانية غير تعليق صور الزعامات الدينية وتنظيم الاحتفالات الدينية ذات البعد السياسي الواضح.
واعتبر أن الاحتجاجات الحالية تضمن رسالة حول احتمالية تفجر الشارع مرة أخرى ضد الوضع الراهن والضعف الذي أوصلته الأحزاب الحاكمة العراق منذ سنوات، على حد تعبيره. وحمل "الأحزاب الشيعية والسنية والكردية" مسؤولية ذلك دون استثناء، مضيفًا أن رد الفعل سيكون مماثلا على أي خطوة مماثلة لفتح قنصلية أميركية في المدينة أيضا.
الآن تصعيد في الناصرية سبب تسريبات بفتح قنصلية ايرانية هاي بعدها مافتحت ههههه#مصطفى_الكاظمي pic.twitter.com/elC2iOvyic
— الشمري (@alshmry39823881) March 15, 2022
وتبنى "الحرس الثوري" الإيراني رسمياً قصف أربيل، فجر الأحد الماضي، مؤكداً في بيان، أنه استهدف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة"، معتبراً أن القصف جاء رداً على "الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني".
ودعت حكومة إقليم كردستان العراق، مساء أمس الأربعاء، إلى تشكيل لجنة دولية بشأن القصف الإيراني، فيما لم تقدم طهران حتى الآن ما يثبت ادعاءها بأن القصف استهدف مقرات تابعة لإسرائيل.