العراق: تحقيق أمني بعد العثور على صواريخ "غراد" في بلدة حدودية مع سورية

18 يونيو 2021
السيارة المضبوطة تتبع لأحد فصائل "الحشد" (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول حكومي في ديوان محافظة نينوى شمالي العراق، اليوم الجمعة، إن قوات الأمن فتحت تحقيقا موسعا بحادثة ضبط صواريخ جاهزة للإطلاق في بلدة قرب الحدود العراقية مع سورية، تبين أن السيارة التي كانت تحملها تتبع لأحد الفصائل المسلحة التابعة لـ"الحشد الشعبي"، وسط مخاوف من أن يكون الهدف من العملية هو تنفيذ هجوم داخل إقليم كردستان العراق.

واليوم الجمعة، أعلنت السلطات العراقية العثور على 5 صواريخ من طراز "غراد"، الذي يصل مداه لأكثر من 40 كيلومترا، في قرية غربي محافظة نينوى شمالي العراق.

ووفقا لبيان صدر عن خلية الإعلام الأمني، فقد عثرت قوات الجيش على سيارة تحمل 5 صواريخ "غراد" مع 5 منصات إطلاق خاصة بها، داخل قرية (العلكانة) جنوبي بلدة ربيعة غربي نينوى.

ووفقا للبيان، فإن "المسلحين الذين كانوا داخل السيارة لاذوا بالفرار بعد وصول الجيش والشرطة وتم التعامل مع السيارة ومحتوياتها من قبل مفارز الجهد الهندسي"، في إشارة إلى تفجيرها.

كما نشر المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن صورا للسيارة والصواريخ ومنصات الإطلاق.

ويعتبر هذا الحادث الأول من نوعه في بلدة ربيعة الواقعة على بعد 115 كم غربي الموصل مركز محافظة نينوى على الحدود مع سورية. وتحدها من الجانب السوري مناطق سيطرة مليشيات سورية الديمقراطية وشمالا مناطق متنازع عليها وتنتشر فيها قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق.

المسلحون الذين كانوا داخل السيارة لم يكن مقصدهم الحدود مع سورية، بل منطقة أخرى باتجاه إقليم كردستان واستخدموا الطريق بسبب ضعف الرقابة عليه

وأبلغ مسؤول محلي في ديوان محافظة نينوى "العربي الجديد" أن عملية ضبط الصواريخ والسيارة التي تحملها جرت ليلة أمس وكانت تقل 4 مسلحين بعد رصد قوة تابعة للجيش دخول السيارة إلى المنطقة ورفضها التوقف، مبينا أن التحقيقات التي تمت تؤكد أن السيارة وهي من طراز "فورد"، رباعية الدفع تتبع لأحد فصائل الحشد الشعبي التي تنتشر في المنطقة.

وأضاف أن المسلحين الذين كانوا داخل السيارة لم يكن مقصدهم الحدود مع سورية، بل منطقة أخرى باتجاه إقليم كردستان واستخدموا الطريق بسبب ضعف الرقابة عليه، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة بشأن كيفية عبور السيارة من ستة حواجز تفتيش تسبق القرية التي تم ضبطها بها".

وتعرضت مدينة أربيل لهجوم هو الثاني من نوعه خلال هذا العام منتصف إبريل/نيسان الماضي، بواسطة طائرة مسيّرة مفخخة استهدفت قاعدة حرير التي تستضيف قوات التحالف الدولي، أعقبها إعلان عراقي عن إحباط هجوم صاروخي يستهدف أربيل بواسطة صواريخ "غراد"، في بلدة (ألتون كوبري) شمال غربي كركوك، حيث جرى ضبط الصواريخ ومنصات الإطلاق من قبل الجيش العراقي.

الخبير بالشأن الأمني في محافظة نينوى والقيادي السابق في قوات "حرس نينوى"، محمد الحديدي، قال لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة التي عثر فيها على السيارة والصواريخ، "يمكن اعتبارها منطقة عبور للوصول إلى منطقة أخرى تقع ضمن مدى الصواريخ التي يراد بها استهداف نقطة محددة قد تكون داخل إقليم كردستان".

وأضاف أنه "بعد الهجمات الأخيرة على أربيل تم تشديد الأمن في مناطق زمار ومخمور والتون كوبري، لذا قد يكون المسلحون استخدموا هذا الطريق الطويل للتمويه والالتفاف مجددا إلى مناطق قريبة من حدود إقليم كردستان".

واعتبر أن "وجود منصات إطلاق صواريخ جاهزة يجعل من فرضية كونهم تجار سلاح مستبعدة جدا"، معربا عن استغرابه بيان السلطات العراقية الذي يتحدث عن محاصرة المسلحين ثم القول إنهم فروا من المكان.

المساهمون