تجددت، مساء الجمعة، التظاهرات في مدينة الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار جنوبي العراق، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين من الناشطين في الاحتجاجات التي بدأت في ذي قار ومحافظات أخرى في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وجابت شوارع الناصرية احتجاجات شارك فيها المئات الذين رددوا شعارات ورفعوا لافتات مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين من ناشطي التظاهرات، مشددين على ضرورة قيام السلطات العراقية باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الاعتقال والخطف والتهديد والاستهداف التي تطاول الناشطين ومنازلهم وأقاربهم.
وجدد متظاهرو الناصرية دعوتهم الحكومة لمحاسبة قتلة المتظاهرين، موضحين أن حراكهم السلمي مستمر حتى تحقيق جميع مطالبهم.
وتمكن المحتجون من دخول ساحة الحبوبي في الناصرية، وهي مكان التظاهر الرئيس في ذي قار، وهم يرددون هتافات تطالب بالكشف عن مصير أحد أبرز ناشطي تظاهرات ذي قار سجاد العراقي، الذي اختطف من قبل مجهولين قبل أشهر.
#العراق
— Mustafa AL Dulaimi (@Mustafa1q2w3e4r) January 15, 2021
دخول متظاهري الناصرية إلى ساحة الحبوبي وهم يهتفون "وينك يا سجاد اليوم الساحة تريدك... pic.twitter.com/j0rEkDWxcF
وفي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أعلن عن اختطاف سجاد العراقي من قبل مجهولين، فقامت الحكومة إثر ذلك بإطلاق عملية عسكرية للبحث عنه، إلا أن تلك العملية لم تسفر عن شيء، ما أثار غضب المتظاهرين الذين حملوا السلطات مسؤولية التراخي في الكشف عن العراقي وبقية المختطفين والمغيبين من ناشطي التظاهرات.
وشهدت ساحة التحرير في العاصمة بغداد تجمعا لعشرات المتظاهرين الذين عبروا عن تضامنهم مع احتجاجات الناصرية المطالبة بالكشف عن مصير المختطفين، وفي مقدمتهم الناشط سجاد العراقي.
#جمعة_سجاد_العراقي
— omer🇮🇶 (@omer_9_6) January 15, 2021
العاصمة بغداد .. الآن :
توافد الثوار الأحرار إلى ساحة التحرير وسط بغداد. pic.twitter.com/C5SKpQln4W
وشهدت ذي قار ومحافظات جنوبية أخرى، فضلا عن مناطق في العاصمة بغداد، تظاهرات واسعة الأسبوع الماضي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من ناشطي التظاهرات ومحاسبة قتلة المحتجين.
وعلى الرغم من تكرار المطالبات، إلا أن الحكومة العراقية لم تتخذ أي إجراءات لمحاسبة قتلة المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من 15 شهرا.
ووجه ناشطون انتقادات لمحافظ ذي قار ناظم الوائلي، الذي تحدث عن احتمال بقاء ناشطين في التظاهرات جرى اختطافهم على قيد الحياة، من دون أن يقوم بأي إجراءات لتحريرهم.
محافظ الناصرية عود شنو هذه الذكاء والعمل الدقيق بقضية سجاد العراقي؟ pic.twitter.com/EzcEDDB5Uw
— غَيْث تقريبآ (@tqrybaan_) January 12, 2021
كما رفض آخرون إشارة محافظ ذي قار إلى براءة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي من الانتهاكات التي ارتكبت ضد المتظاهرين وتسببت بقتل المئات منهم.
محافظ #ذي_قار ناظم الوائلي: #عادل_عبد_المهدي بريء من قتل المتظاهرين!
— جاسم الشمري/ كاتب وصحفي (@dr_jasemj67) January 14, 2021
هذا ليس من ضمن صلاحيات وعمل المحافظ أن يقرر من البريء ومن المتهم!
القضاء الحرّ النزيه هو الذي يقرر من هم الأبرياء ومن هم المجرمون، أو المتهمون!#الناصرية
وكان محافظ ذي قار قد قال في مقابلة متلفزة إن عبد المهدي شخصية مقبولة وغير مرفوضة في ذي قار وفي العراق، مبينا أنه تعرض إلى ظلم وغبن وهجمة تسببت بإسقاط حكومته.
وأوضح أن عبد المهدي لو زار الناصرية فإن الآلاف سيتوافدون لتحيته، موضحا أن سكان المدينة غير غاضبين منه.
وتتهم حكومة عبد المهدي، التي اضطرت للاستقالة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 على وقع الاحتجاجات الشعبية واستمرت كحكومة تصريف أعمال حتى مايو/ أيار 2020، بإعطاء الضوء الأخضر لقمع الاحتجاجات العراقية التي قتل فيها المئات وأصيب الآلاف.