العراق: الصدر يُجمد تياره عاماً كاملاً ويغلق حساباته على مواقع التواصل

14 ابريل 2023
الصدر ابتعد عن المشهد السياسي (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

قرر رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، تجميد "التيار الصدري" الذي يتزعمه وإيقاف كافة أنشطته، ردا على ظهور جماعة جديدة مؤيده له في مدينة النجف تُطلق على نفسها اسم "أصحاب القضية"، تعتبر أن الصدر هو "الإمام المنتظر آخر الزمان" وتطالب الناس بمبايعته.

وهاجم الصدر في بيان له، فجر الجمعة، أنصاره عبر حسابه الشخصي على منصة "تويتر"، قائلا "أن أكون مصلحاً للعراق ولا أستطيع أن أصلح التيار الصدري فهذه خطيئة، وأن أستمر في قيادة التيار الصدري وفيه (أهل القضية) وبعض من الفاسدين، وفيه بعض الموبقات فهذا أمر جلل"، مؤكدا "فلذا أجد من المصلحة تجميد التيار أجمع ما عدا صلاة الجمعة وهيئة التراث وبراني (مرقد والده) السيد الشهيد لمدة لا تقل عن سنة".

وأكد براءته "من كل ذلك أمام ربي أولاً وأمام والدي ثانياً"، مضيفا "كما ويغلق مرقد السيد الوالد الى ما بعد عيد الفطر".

وشدد على أن "تنفذ هذه القرارات فورا"، وختم بالقول: "سئمتهم وسئموني".

وبعد ذلك أغلق الصدر حسابه الشخصي على "تويتر"، كما تم إغلاق الحسابات المرتبطة بـ"التيار الصدري" بمنصات التواصل الاجتماعي.

وكانت مجموعة تسمى "أهل القضية" قد بثت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أنه ستكون خلال هذه الأيام حملة كبيرة لإعلان "البيعة للإمام الموعود المنتظر مقتدى الصدر"، مؤكدة "سنبايعه ونعلن أنه هو الإمام المنتظر ونكون تحت ركابه ونصرته".

ويعزز القرار المفاجئ والجديد للصدر من الشكوك بشأن عودته للمشهد السياسي في العراق، بعد انسحابه منه كليا في يونيو/ حزيران من العام الماضي، إضافة إلى أنه يطرح تساؤلات بشأن مشاركته في الانتخابات المحلية الخاصة بمجالس المحافظات العراقية في نهاية العام الحالي.

ونقلت مصادر إعلامية عراقية أن قوات الأمن اعتقلت عدداً من المنتمين لجماعة "أصحاب القضية" بتهمة الإخلال بالأمن والدعوة إلى التحشيد تحت غطاء ديني، وهو ما لم تؤكده رسميا حتى منتصف يوم الجمعة السلطات العراقية.

وقال الباحث سيف رعد طالب، في تغريدة له: "الصدر علم بأن هناك مجموعة تسمى أهل القضية وقد تكون مدفوعة خارجياً من أجل تفكيك التيار الصدري، وقد تبرأ الصدر في تغريدته من الفكر المنحرف لهذه الجماعة ودعا القوات الأمنية إلى اعتقالهم بشكل مباشر وغير مباشر".

وأشار إلى أن "الصدر أعطى رسالة واضحة بأن مشروع الإصلاح لا يزال في فكره ومنهجه، وأنه لن يشترك بالانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات من خلال تجميد التيار الصدري لمدة عام، وألا يشارك الفاسدين وحتى يقطع الطريق عن كل قوة تريد أن تنشئ أحزابا جديدة أو انشقاقا جديدا مستغلة غياب الصدر عن الساحة السياسية بالاستفادة من القواعد الشعبية الصدرية".

يجري ذلك بعدما تحدث مراقبون وسياسيون عن ملامح عودة جديدة للصدر لممارسة العمل السياسي، على أثر تمرير البرلمان العراقي قانون الانتخابات الجديد، وفق آلية "سانت ليغو" التي يعترض عليها "التيار الصدري" والقوى المستقلة.

وانسحب "التيار الصدري" من العملية السياسية في 29 أغسطس/ آب الماضي، بعدما قرر زعيمه مقتدى الصدر سحب نواب كتلته "الصدرية" من البرلمان، ومن ثم قراره اعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث كبيرة بدأت بتظاهرات لأنصار "التيار" انتهت بالاشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد، مع فصائل مسلحة منضوية تحت هيئة "الحشد الشعبي".

المساهمون