العراق: البيشمركة ترفع وتيرة استعدادها تحسباً لهجمات إرهابية محتملة بالمناطق المتنازع عليها
كشفت قوات البيشمركة بإقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، عن وضع جزء من قواتها في حالة تأهب، بعد ورود معلومات استخبارية عن هجوم محتمل لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي قد يستهدف بلدة "متنازعا عليها" بين حكومتي بغداد وأربيل، مؤكدة أنها اتخذت الاستعدادات اللازمة للتصدي للهجوم المتوقع.
ويعد الملف الأمني في المناطق المتنازع على إدارتها بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، ضمن محافظات نينوى وكركوك وديالى، شمال وشمال شرقي العراق، أحد أبرز ملفات الخلاف بين الجانبين، وهو ما يجعل الكثير من المناطق خالية من القوات العراقية أو البيشمركة بما يسمح لمسلحي تنظيم "داعش" بالتحرك بشكل أكثر سهولة من مناطق أخرى.
وكثفت المقاتلات الأميركية ضمن جهود التحالف الدولي، أخيراً، طلعاتها الجوية على تلك المناطق التي تمتد لشريط واسع يبلغ أكثر من 130 كيلومترا ويمتاز بتضاريس جبلية معقدة.
وقالت وزارة البيشمركة، في بيان، إن "تهديدات داعش لمناطق جبال قره جوغ ومخمور تزايدت أخيراً، وهو ما أكدته معلوماتنا الاستخبارية بأن التنظيم يريد أن ينفذ عمليات إرهابية في تلك المنطقة"، مبينة أن "قسماً من وحدة عسكرية من قوات البيشمركة في جبال قره جوغ وشمال مخمور، دخلت في حالة تأهب، ضمن الاستعدادات المتخذة لأي مخاطر وتحركات إرهابية في المنطقة".
وتابعت أن "الهدف من تلك الاستعدادات لقوات البيشمركة هو قطع الطريق أمام الأعمال الإرهابية والحفاظ على استقرار وأمن المنطقة"، مشددة على أنه "سبق أن حذرنا من المخاطر التي يشكلها الإرهابيون على المنطقة، جراء الفراغ الأمني الحاصل بين قوات البيشمركة والجيش العراقي". كما شددت على "أهمية التنسيق العسكري المشترك بين الجيش والبيشمركة لهزيمة التنظيم".
وكشف رئيس أركان البيشمركة، الفريق جمال ايمينكي، أول أمس الاثنين، عن تحرك قواته نحو بلدة مخمور التابعة لمحافظة نينوى القريبة من أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، جراء مخاطر متزايدة من هجمات لتنظيم "داعش" في المنطقة.
وقال إن "تحرك البيشمركة الى حدود مخمور، يأتي بسبب تزايد تحركات ومخاطر داعش، ويتوجب على البيشمركة أن تكون على أهبة الاستعداد، لمنع حصول أي أعمال إرهابية"، وأشار إلى أن "البيشمركة والجيش العراقي لم يتوصلا إلى اتفاق لملء تلك الفراغات، لمنع تحركات داعش".
من جهته، أكد عضو لجنة الأمن البرلمانية، النائب بدر الزيادي، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك رغبة من الإقليم بسد كامل الثغرات التي ينفذ منها عناصر داعش، ومنها المناطق المتنازع عليها، وهناك جدية وتعاون بين البيشمركة والجيش للقضاء على التنظيم"، مستدركا بأنه "إذا ما وجدت توافقات رسمية بين الحكومة العراقية والإقليم، فلا مشكلة في ذلك التحرك إذا كان يهدف للقضاء على تحركات داعش".
وأكد أن "الاتفاقات العسكرية تتم بشكل معلن، وأن لجنة الأمن تتابع الاتفاقات بين بغداد وأربيل ولا توجد اتفاقات سرية بين الحكومتين تخص تنظيم الوجود العسكري بتلك المناطق"، مشدداً على "أهمية حسم الملف الأمني لهذه المناطق، ولا سيما أن الحكومة المركزية تخطط لإنهاء ملف داعش حتى في المناطق المتنازع عليها والتي توجد خلافات بشأنها".
النائب السابق عن محافظة نينوى علي المتيوتي، أكد لـ"العربي الجديد"، "أهمية التنسيق بين الجيش والبيشمركة لتأمين الفراغات في تلك المناطق، وعدم تركها في وقت تتصاعد فيه مخاطر تحركات التنظيم".
وأكد المتيوتي على أن "هناك مناطق فارغة متروكة بين الجيش والبيشمركة، وهي تشكل خطراً كبيراً، وأن تحركات القوات الأمنية، سواء الجيش العراقي أو البيشمركة، وتنفيذ عمليات استباقية في تلك المناطق، أمر مهم جداً في هذه المرحلة الحرجة التي تتصاعد فيها مخاطر تحركات التنظيم الإرهابي، ما يحتم تعزيز أمن تلك المناطق ومنع تسجيل خروقات أمنية فيها".
ولفت إلى "أهمية اتخاذ خطوات عملية وجدية لحسم الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها، لأن هناك معاناة كبيرة لأهالي تلك المناطق، الذين ينتظرون اتخاذ تحركات حاسمة لإنهاء هذه الملف، وعدم تركه معلقا، لأجل عودة النازحين المحرومين من مناطقهم".