دعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني، يوم الاثنين، إلى إخراج من وصفها بالقوات "غير القانونية" من إقليم كردستان، في إشارة الى عناصر حزب العمال الكردستاني، المعارض لأنقرة، الذي يسيطر على بلدات حدودية مع تركيا ضمن الإقليم شمالي العراق، مؤكداً أهمية دعم التحالف الدولي للبشمركة.
جرى ذلك خلال لقاء جمعه مع قائد قوات العمليات الخاصة للتحالف الدولي في العراق وسورية، غيوم ويل بوربير، والقنصل الأميركي لدى أربيل، روب وولر، وبحث معهما عدة ملفات.
وأثار مسؤولون كرد، في وقت سابق، شكوكاً بشأن إعلان بغداد انسحاب عناصر حزب العمال و"الحشد الشعبي" من مدينة سنجار 80 كم غرب نينوى، مؤكدين أن الواقع يناقض ذلك.
ووفقاً لبيان أصدره المكتب الإعلامي لحكومة الإقليم، فإن "البارزاني استقبل بوربير ووولر، وبحث معهما الوضع في العراق والمنطقة وأهمية التنسيق بين قوات البشمركة والتحالف الدولي"، مبيناً أن "الطرفين اتفقا على الاستمرار في دعم قوات البشمركة لمواجهة التهديدات التي يشكلها داعش".
وثمّن البارزاني "دعم التحالف الدولي لإقليم كردستان في التصدي للإرهاب"، مشدداً على "ضرورة خروج القوات المسلحة غير القانونية من إقليم كردستان، حتى يتسنى للإقليم أن يركز كل جهوده وقواه ويبذل كل ما في وسعه من أجل مكافحة الإرهاب".
وأكد رئيس حكومة الإقليم "أهمية تنفيذ اتفاقية سنجار وخروج المليشيات المسلحة من المنطقة، سعياً لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وتوفير البيئة المناسبة لعودة النازحين إلى ديارهم".
من جانبه، أكد قائد قوات العمليات الخاصة للتحالف الدولي، أن "إقليم كردستان شريك مهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة والتحالف الدولي في المنطقة"، بحسب البيان.
مسؤول كردي أكد أن "اللقاء ركز على ملفي حزب العمال والاعتداءات الأخيرة التي نفذها ضد قوات البشمركة، ودعم مليشيات قسد السورية لمسلحي حزب العمال بمواجهة البشمركة، خاصة أن مسلحي قسد مدعومين من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن"، مضيفاً أن الملف الثاني كان يتحور حول اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار".
ركز اللقاء على ملفي حزب العمال والاعتداءات الأخيرة التي نفذها ضد قوات البشمركة، ودعم ميليشيات قسد لمسلحي حزب العمال بمواجهة البشمركة
ومبيناً لـ"العربي الجديد" أن "البارزاني دعا التحالف إلى التدخل مع بغداد، لتنفيذ الاتفاقية وإخراج عناصر العمال الكردستاني والحشد من البلدة".
وأشار إلى أن "رئيس الحكومة أكد وجود تناقض بين ما أعلنته حكومة بغداد بخروج تلك الجماعات من البلدة، والواقع الذي يؤكد استمرار وجودها"، مؤكداً أن "حكومة الإقليم تضغط على بغداد من طريق واشنطن لتنفيذ الاتفاق".
إلى ذلك، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي خليل، إن "المظاهر المسلحة ما زالت موجودة في سنجار، رغم إعلان تطبيق الاتفاق"، مؤكداً في تصريح صحافي، أن "عناصر العمال الكردستاني ما زال لهم وجود كبير، ولديهم جماعة مسلحة مرتبطة بهم، تفرض سيطرتها على البلدة".
وأشار إلى أن "هناك أيضاً مليشيا وجماعات أيزيدية مرتبطة بالحزب فكرياً وروحياً، لا تزال تشكل خطراً على الوضع الأمني في البلدة، وتعمل على منع عودة النازحين، وتعمل على خلق مشكلات من طريق التعرض لقوات البشمركة".
وشدد على "ضرورة تنفيذ الحكومة المركزية للاتفاق، وتسليم مفاصل الإدارة المحلية لأهالي البلدة، وإبعاد المسؤولين المرتبطين بحزب العمال والحشد الشعبي، الذين عُيِّنوا منذ عام 2017".
ويقضي الاتفاق الذي وقعته الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار المتنازع عليها بين إقليم بغداد وأربيل، وإخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني" وفصائل "الحشد الشعبي" منها، لتأمين عودة جماعية للنازحين.