العراق: اعتقالات في صفوف جماعة دينية دعت إلى "هدم الأضرحة"

12 ابريل 2022
شنت قوات الأمن حملة اعتقالات طاولت عدداً من أتباع الجماعة (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

نفذت وحدات أمنية عراقية خاصة ليلة أمس الإثنين وصباح اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة طاولت عددا من أتباع حركة رجل الدين محمود الصرخي، بعد دعواتهم لهدم الأضرحة الدينية باعتبارها "من علامات الانحراف الديني"، وهو ما أثار موجة تنديد وغضب واسعة.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق خطباً ألقيت الجمعة الماضي، في حسينيات تابعة لجماعة محمود الصرخي، هاجمت فيها إقامة وتشييد المراقد والأضرحة وبعض الطقوس الدينية.

وشهدت محافظات بابل وذي قار والمثنى والنجف خطباً مماثلة للجماعة التي سبق أن دخلت بمواجهات مسلحة مع قوات الأمن العراقية قبل سنوات، إثر صدور مذكرات اعتقال بحق زعيمها محمود الصرخي المتواري عن الأنظار.

وأصدر زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر بياناً مقتضباً، أمهل فيه رجل الدين محمود الصرخي، ثلاثة أيام للتبرؤ من هذه الدعوات، متوعداً إياه باتخاذ "طرق قانونية وشرعية وعرفية" لوقفه.

من جهته، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي في بيان، اعتقال علي المسعودي، خطيب جمعة بابل الذي ألقى إحدى تلك الخطب وكان قد دعا فيها إلى "هدم الأضرحة الدينية"، فيما أعقبت ذلك سلسلة اعتقالات طاولت عددًا من أتباع الحركة.

وشهدت بابل وذي قار، اليوم الثلاثاء، تجمع العشرات أمام مكاتب الجماعة فضلاً عن هجوم بقنابل يدوية استهدف مقراً لها في بلدة المسيب جنوبي العراق.

كما أعلنت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية، اليوم الثلاثاء، اعتقال ستة أشخاص ينتمون لما قالت إنها "حركة دينية متطرفة في البصرة وكربلاء وميسان"، مشيرة إلى أن الحركة تحاول الإساءة للرموز الدينية وتسعى لهدم المراقد المقدسة.

في السياق، قال عضو "التيار الصدري" عبد المهيمن الموسوي لـ"العربي الجديد"، إن "من حق الجميع اختيار الطريقة التي يتقرب بها إلى دينه، وليس هناك أي قانون وضعي أو شرعي يمنع اختيار الإنسان لدينه، لكننا لا نقبل أن يتم التجاوز على مقدسات المكونات العراقية، ومنها الشيعة، وأن (الصرخيين) باتوا يطالبون بهدم مراقد الأئمة"، مبينًا أن "(التيار الصدري) سيتخذ إجراءات تأديبية مع أي من هذه الحركات".

ومحمود الحسني الصرخي، من مواليد عام 1964 في مدينة الكاظمية ببغداد وهو أحد طلبة المرجع السابق آية الله محمد صادق الصدر، وله أتباع في مدن مختلفة من جنوبي العراق.

وكان الصرخي قد أصدر عدة فتاوى ومواقف سياسية مناوئة للأحزاب الإسلامية وجماعات وفصائل مسلحة أيضا، فيما اعتبر رئيس الوزراء  آنذاك نوري المالكي، الصرخي "منزوع الصفة الدينية"، وأمر باعتقاله، حيث أدت مداهمة قوات تابعة لمكتبه عام 2014 إلى مقتل العشرات من أتباعه واعتقال نحو 400 آخرين لا يزالون من غير محاكمة في السجون.