تتسع دائرة الرفض للهجمات الإيرانية المتكررة على محافظات إقليم كردستان، والتي أوقعت أخيراً 18 قتيلاً و62 جريحاً، بينهم نساء وأطفال، إذ أقدم مواطنون من محافظة النجف (جنوباً) على حرق العلم الإيراني، وترديد شعارات منددة بها.
ويوم أمس الخميس، توفي طفل رضيع ولد بعملية جراحية بعد وفاة أمه جراء القصف الإيراني على أربيل، الذي وقع الأربعاء، وفقاً للسلطات الصحية في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد.
وشهدت مدينة النجف جنوبي العراق، في ساعة متأخرة من ليل أمس، احتجاجات وسط المدينة، شارك فيها السكان المحليون، لرفض الهجمات الإيرانية، ورددوا شعارات غاضبة ضد التدخلات الإيرانية وسياستها في العراق.
ونقل ناشطون ومدونون عراقيون مشاهد لاحتجاجات عفوية لمواطنين من أهالي النجف، رفضاً للقصف الإيراني المتكرر على مناطق حدودية عراقية مختلفة في الأيام الماضية.
حرق العلم الإيراني في النجف ردًا على قصف إقليم كوردستان . pic.twitter.com/rM63lbUaFl
— Dr.Nayif Kurdistani (@Nayifkurdistani) September 29, 2022
واحتج مواطن من أهالي النجف وحيداً وهو يحمل العلم العراقي، أمام مبنى القنصلية الإيرانية في المحافظة، وأكد أنه "يحتج باسم العراقيين رفضاً لسياسة إيران ضد العراق، وقتلها الأطفال في أربيل"، معتبراً ذلك "انتهاكاً لسيادة العراق، ومنافياً للقيم الأخلاقية والدينية".
وانتقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" الهجوم الإيراني الذي طاول مدرسة بمخيم للاجئين في كويسنجق بأربيل، واعتبرت أن "الهجمات على الأطفال والمرافق المدرسية الخاصة بهم غير مقبولة على الإطلاق، ويمكن أن تشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الأطفال".
وحتى الآن، لم تُصدر الرئاسات العراقية الثلاث أي موقف رسمي أو رفض أو تنديد بالقصف، ما أثار انتقاد مسؤولين وسياسيين عراقيين.
وفي هذا السياق، قال النائب عن القوى الكردية هوشيار عبد الله، في تغريدة له: "تصفحت الصفحات الرسمية لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، صفحاتهم خالية من أية كلمة إدانة ضد القصف الإيراني، وكأنما لم تحصل أي اعتداءات!"، مؤكداً أن "هذا السكوت فضيحة سياسية بكل معنى الكلمة، لو كان هناك إعلام مؤثر ورأي عام فعال لكان وضع هؤلاء شيئاً آخر".
تصفحت الصفحات الرسمية لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، صفحاتهم خالية من أية كلمة إدانة ضد #القصف_الإيراني ولا كأنما هذه الاعتداءات حصلت!
— Hoshyar Abdullah. هوشیار عبدالله (@Hoshyarabdullah) September 29, 2022
هذا السكوت فضيحة سياسية بكل معنى الكلمة، لو كان هناك إعلام مؤثر و رأي عام فعال لكان وضع هؤلاء شيء اخر.#العراق
وكانت الخارجية العراقية قد أعلنت أمس استدعاء سفير إيران في بغداد محمد آل صادق، وتسليمه مذكرة احتجاج "شديدة اللهجة" بشأن القصف الذي طاول مناطق بأربيل.
وكان قائد السلاح البري في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور قد أكد أن قواته استهدفت مواقع المجموعات الكردية المعارضة في كردستان العراق بـ73 صاروخاً باليستياً وعشرات المسيّرات الانتحارية المفخخة.
وتتواصل الهجمات الإيرانية لليوم السابع على مدن وبلدات عراقية حدودية، تقول طهران إن "جماعات إرهابية" تنشط فيها وتهدد أمنها.
إيران تهدّد بالرد على الأميركيين
وعلى صعيد متصل، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، اليوم الجمعة، إن "الأميركيين إذا استهدفوا المسيرات الإيرانية فإن القوات المسلحة الإيرانية سترد على هذا الفعل العدائي"، مشيراً إلى أن بلاده "ستحتفظ بحقها في الرد والانتقام" بعد الإعلان الأميركي إسقاط مسيرة إيرانية.
وأضاف باقري، وفق وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن القوات الإيرانية لديها "معلومات كاملة ودقيقة عن قواعد أميركا في حرير وأربيل ودهوك"، لافتاً إلى أن بلاده "في حالة مواجهة عسكرية صعبة ضد الانفصاليين الإرهابيين، وليس لدينا أي إجراء في الوقت الراهن تجاه الأميركيين، لكن نحتفظ بحقنا في الانتقام والرد المناسب في مكانه".
وتابع أن الادعاء الأميركي باستهداف مسيرة إيرانية يثبت تواطؤ واشنطن مع "الانفصاليين" الأكراد و"تعاونها" معهم، مخاطباً الدول الجارة التي توجد فيها قواعد أميركية وإسرائيلية، ومتوعداً بأنه "إذا حصل أي تصرف عدائي تجاه الجمهورية الإسلامية وأمنها القومي ومصالحها الوطنية، انطلاقاً من القواعد الأميركية في الدول الجارة، فإننا سنرد باستهداف هذه القواعد".