من المنتظر أن يُعقد في القصر الحكومي في بغداد، اليوم الأربعاء، اجتماع برعاية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي دعا قادة القوى السياسية إلى حضوره للبدء بحوار وطني، بغية التوصل إلى حلول للأزمة السياسية، والتي وصلت إلى ذروة التصعيد، وسط تخوف من التطورات المتسارعة.
وفي وقت رحبت قيادات في تحالف "الإطار التنسيقي" بالدعوة، يلف الغموض موقف "التيار الصدري" إزاءها.
وكان الكاظمي قد دعا، في بيان رسمي، أمس الثلاثاء، كلّ الأطراف الوطنية لإيقاف التصعيد الشعبي والإعلامي، ومنح المساحة الكافية للطروحات الوسطية لأخذ حيزها في النقاش الوطني.
بيان
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) August 16, 2022
.....
بسم الله الرحمن الرحيم
من منطلق المسؤولية الوطنية المشتركة التي تجمع العراقيين على مبدأ حفظ وحدة العراق، وأمنه، واستقراره؛ أدعو الإخوة قادة القوى السياسية الوطنية إلى اجتماع وطني في قصر الحكومة يوم غدٍ الأربعاء؛ للبدء في حوار وطني جاد والتفكير المشترك؛ pic.twitter.com/VX2KgyMPiG
ووفقاً لمسؤول حكومي، فإنه تم تلقي إشارات إيجابية من بعض الأطراف، تأييداً لدعوة الكاظمي وأخرى لم ترد حتى الآن (الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت بغداد)، مشيراً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إلى أن "اتصالات جرت يوم أمس وستجري اليوم أيضاً مع قيادات مهمة في الإطار التنسيقي وممثلين عن التيار الصدري والقوى الأخرى، لحضور الاجتماع في القصر الحكومي ببغداد"، مشيراً إلى أنه "ليس من المؤكد حضور جميع الأطراف".
وأضاف: "ننتظر اليوم إعلان الأطراف المتبقية مواقفها من الدعوة"، مرجحاً أن "يكون الحضور من قبل بعض أطراف الإطار، في وقت ستغيب عنه زعامات مثل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم جماعة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي"، مشيراً في المقابل إلى أن "موقف التيار الصدري ما زال غامضاً".
ولم يعلن "الإطار التنسيقي" موقفاً رسمياً من دعوة الكاظمي، إلا أن منصات إخبارية مرتبطة بالإطار على منصة تيليغرام، أكدت أنّ قيادات في الإطار التنسيقي والكتل المتحالفة معه ستحضر الاجتماع.
من جهته، أكد رئيس تحالف النصر المنضوي ضمن تحالف الإطار التنسيقي حيدر العبادي، ترحيبه بدعوة الكاظمي، وقال في تغريدة له: "أرحب بدعوات التهدئة، ونزع صواعق التوتر"، مبيناً أن "ذلك دليل على الشعور بالمسؤولية". وأضاف، أنّ "المرحلة حرجة، وخفض التصعيد ضرورة، وتلمّس مخارج للأزمة الراهنة حاجة وطنية كبرى لا تحتمل التأجيل"، مشيراً إلى أن "المواطنين ينتظرون حلاً لمعاناتهم، ومهمة الساسة التعاون لتقديم حلول لمصلحة الوطن".
ارحب بدعوات التهدئة، ونزع صواعق التوتر، وإنه دليل على الشعور بالمسؤولية.
— Haider Al-Abadi حيدر العبادي (@HaiderAlAbadi) August 16, 2022
المرحلة حرجة، وخفض التصعيد ضرورة، وتلمّس مخارج للأزمة الراهنة حاجة وطنية كبرى لا تحتمل التأجيل.
المواطنون ينتظرون حلا لمعاناتهم، ومهمة الساسة التعاون لتقديم حلول لمصلحة الوطن.
يجري ذلك في وقت يواصل فيه زعيم تحالف الفتح هادي العامري جولاته ومحاولاته للتقريب بين طرفي الصراع؛ التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، ويعوّل على لقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
من جهته، لم يبدِ رئيس مركز التفكير السياسي في العراق إحسان الشمري، أي تفاؤل بحل الأزمة، وأكد في تغريدة له، أن "القوى السياسية الشيعية تقترب من لحظة الاحتكاك المحدود".
القوى السياسية الشيعية تقترب من لحظة الاحتكاك المحدود…
— د.احسان الشمري (@Ihssan_Shmary) August 16, 2022
وكان الصدر قد أجّل تظاهرات السبت التي كانت مقررة لأنصاره، إثر تصعيد كبير في حدة الأزمة السياسية العراقية، بلغ ذروته أمس الثلاثاء، بعدما اتّهم المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، صالح محمد العراقي، أطرافاً في الإطار التنسيقي بأنها "تلعب بالنار"، وتسعى لحرب أهلية، معتبراً أن "الثالوث الإطاري المشؤوم (نوري المالكي، قيس الخزعلي، عمار الحكيم) يسعى إلى الحرب الأهلية، من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام، والتظاهرات مقابل التظاهرات".
وتتواصل حدة الأزمة العراقية بعد فشل العديد من الوساطات التي قادتها إيران وأطراف داخلية، إلى جانب بعثة الأمم المتحدة في بغداد، وسط ترقب لجلسة المحكمة الاتحادية المقررة غداً الأربعاء، للبت بالشكوى المقدمة من قبل التيار الصدري بحل البرلمان بتهمة الإخفاق في القيام بواجباته الدستورية بعد 10 أشهر من انتخابه، من دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة أو تسمية رئيس جديد للبلاد.