خلافات سياسية في إقليم كردستان العراق: اتهامات لحزب بارزاني بـ"اختطاف القرارات"

07 يناير 2021
شهدت جلسة البرلمان أمس تشابكاً بالأيدي بين بعض أعضاء البرلمان (تويتر)
+ الخط -

يشهد إقليم كردستان العراق خلافات سياسية تبدو في منحى تصاعدي بين أحزابه الرئيسة، تلت احتجاجات واسعة شهدتها محافظة السليمانية ومدن قريبة أخرى ضد سلطات الإقليم الشهر الماضي واستخدمت القوات الكردية العنف لإنهاء هذه الاحتجاجات، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى. كما أنها تتزامن مع النقاشات المكثفة في الإقليم للتوصل إلى موقف موحد حيال الحصة المقررة من موازنة العراق الاتحادية، والتي يبدأ مجلس النواب بمناقشتها يوم السبت المقبل.

وأمس الأربعاء، بدت تلك الخلافات واضحة خلال جلسة برلمان إقليم كردستان التي عقدت أمس الأربعاء للتصويت على منح الثقة لوزير الثروات الطبيعية في الإقليم كمال الأتروشي، والتي شهدت تشابكاً بالأيدي بين بعض أعضاء البرلمان، أسفرت عن إصابة أحد النواب بكدمات في وجهه.

واتهم القيادي في "الجماعة الإسلامية الكردستانية"، سوران عمر، "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني بالاتفاق مع عدد من أعضاء برلمان الإقليم لتشكيل أغلبية وتمرير القرارات التي يريدونها، مشيرا في إيجاز صحافي إلى أن بعض الأعضاء "باعوا ذممهم" لحزب بارزاني.

ولفت عمر إلى أن الحزب "الديمقراطي الكردستاني" يقوم باختطاف قرارات برلمان كردستان، مضيفا أن "لا دور لهيئة الرئاسة (رئاسة برلمان كردستان) ولا اللجان النيابية وتقاريرها، لأن ما يريده أعضاء الحزب الديمقراطي هو القرارات التي تمضي، وبالتالي فإن الدور الرقابي للبرلمان ضعيف جدا ولا يستطيع مواجهة دكتاتورية السلطة وفسادها وظلمها على المواطنين".

وصوت برلمان إقليم كردستان، الأربعاء، على كمال الأتروشي وزيرا للثروات الطبيعية، رغم معارضة بعض الأحزاب وفي مقدمتها "حراك الجيل الجديد" و"الجماعة الإسلامية الكردستانية".

وفي وقت سابق الخميس، انتقدت عضو البرلمان العراقي عن "الجيل الجديد"، يسرى رجب، قيام برلمان كردستان بالتصويت على وزير للثروات الطبيعية، داعية الحكومة الاتحادية في بغداد للتدخل.

عضو في "الديمقراطي الكردستاني" أكد أن الخلافات بين القوى السياسية في الإقليم لم تبدأ عند التصويت على وزير الثروات الطبيعية أمس الاربعاء، مبينا في حديث لـ "العربي الجديد" أن بعض أحزاب السليمانية غالبا ما تنتهج سياسات معارضة للسلطات الرسمية في إقليم كردستان والتي مقرها أربيل (عاصمة كردستان).

ولفت إلى أن سلطات إقليم كردستان تعتقد أن بعض القوى السياسية تقف وراء الاحتجاجات التي شهدتها السليمانية الشهر الماضي، موضحا أن بعض الأحزاب مثل "الجيل الجديد" عبرت علانية عن دعمها للتظاهرات التي خرجت ضد سلطات الإقليم.

ونهاية الشهر الماضي، شهد موقف قوى إقليم كردستان العراق انقساما إزاء ملف المفاوضات مع بغداد، إذ قاطعت "الجماعة الإسلامية الكردستانية" و "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" الاجتماع الذي عقدته الأحزاب الكردية في مقر برلمان إقليم كردستان بهدف التوصل إلى موقف موحد حيال الحوارات مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

وأكد رئيس كتلة "الجماعة الإسلامية الكردستانية" عبد الستار مجيد أن حركته رفضت المشاركة في الاجتماع، موضحا أن البرلمان أصبح جزءا من السلطة وبدأ يفقد دوره الحقيقي. 

كما أعلن "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" عن مقاطعته للاجتماع، مؤكدا عدم وجود أي أمل للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يخدم سكان إقليم كردستان.

دلالات
المساهمون