أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، اليوم السبت، إحباط هجوم بطائرات مسيّرة استهدف قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين شماليّ العراق.
وقالت الخلية في بيان، إن "ثلاث طائرات مسيّرة اقتربت، فجر اليوم، من المحيط الجنوبي لقاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين، تمّت مشاهدتها بالعين المجردة من قبل القوة المكلفة حماية الأبراج الخارجية، والتأكد من أنها طائرات معادية، حيث قامت القوة بفتح النار باتجاه هذه الطائرات التي لاذت بالفرار".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية قولها إن عدداً من الطائرات المسيّرة هاجم القاعدة الجوية التي كانت تضم قوات أميركية.
وكانت قاعدة بلد تضمّ جناحاً مخصصاً للقوات الأميركية المنضوية ضمن التحالف الدولي التي أعلنت انسحابها من القاعدة منتصف العام الماضي.
وأفادت منصات مقربة من الفصائل العراقية المسلّحة بأن "سرباً من الطائرات المسيّرة استهدف قاعدة بلد الجوية"، موضحة أن الهجوم أحدث أضراراً في القاعدة.
استمرار التحقيق في قصف السفارة الأميركية
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه السلطات العراقية التحقيق في القصف الذي تعرضت له السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء وسط بغداد، أول من أمس الخميس، بينما اتخذت الحكومة إجراءات لملاحقة مطلقي الصواريخ.
ودانت وزارة الخارجية العراقية بـ"شكل قاطع، أي عمل يُعدّ مزعزعاً لأمن واستقرار العراق، ولا سيما ما تعرضت له المنطقة الخضراء من استهداف بالصواريخ"، مضيفة في بيان ليل الجمعة-السبت: "نجدد التزام توفير الأمن والحماية للبعثات الدبلوماسية، واعتماد جميع السبل الضامنة لتيسير عملها، وفقاً لما نصّت عليه الاتفاقيات الدولية".
وأكدت الوزارة وجود إجراءات حكومية لملاحقة الجناة، وإنزال العقاب بهم وفقاً للقانون، مشيرة إلى أن "أمن واستقرار العراق ليس خياراً، بل مسار حتمي يعكس حضور الدولة بمؤسساتها وأمن مجتمعها".
وأشارت مصادر حكومية مطلعة إلى استمرار التحقيق في قصف السفارة الأميركية في بغداد، موضحة لـ "العربي الجديد" أن محققين ذهبوا إلى مكان إطلاق الصواريخ في منطقة الدورة جنوب غربيّ بغداد، للبحث عن أي أدلة يمكن أن توصل إلى الفاعلين.
ولفتت إلى وجود جدية في التحقيقات للتعرف إلى الأشخاص أو الجهات المتورطة بقصف المنطقة الخضراء، مشيرة إلى الجهود الحكومية لمنع تكرار مثل هذه الهجمات التي تسهم في زعزعة أمن البلاد واستقرارها.
وتتواصل الإدانات المحلية والدولية للهجمات التي شهدتها بغداد ليل الخميس-الجمعة الماضي، التي استهدفت مبنى السفارة الأميركية في بغداد، ومقرات لأحزاب عراقية في بغداد.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "نشعر بقلق وندين الهجمات التي استهدفت مقرات الأحزاب السياسية والمنطقة الخضراء، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين جراء الهجمات"، مشيرة إلى أن "استكمال إجراءات تشكيل الحكومة في الوقت المناسب في البلد الجار العراق، على أساس التوافق، يشكل أهمية كبيرة من حيث ضمان السلام والاستقرار الدائمين في البلاد". وتابعت: "نوصي جميع الأطراف المعنية في هذه العملية الحساسة بضبط النفس"، مضيفة: "ستواصل تركيا دعمها القوي لتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في العراق".
وكانت السفارة الأميركية في العراق قد أكدت تعرّض مقرها لهجوم قالت إنه نفذ من قبل "مجاميع إرهابية تسعى لتقويض أمن العراق وسيادته وعلاقاته الدولية"، مضيفة: "لطالما قلنا إن هذه الأنواع من الهجمات المشينة اعتداء ليس فقط على المنشآت الدبلوماسية، بل على سيادة العراق نفسه".