تستمر الخلافات بين القوى السياسية العراقية حول تسمية رئيس مجلس النواب الجديد، خلفاً للرئيس السابق محمد الحلبوسي، الذي أنهت المحكمة الاتحادية العليا عضويته بتهمة التزوير، فيما تؤكد أطراف سياسية مختلفة عدم وجود حلول قريبة لهذه الأزمة.
وفشل البرلمان العراقي خلال الفترة الماضية مرتين بعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد له، بسبب عدم تحقيق النصاب القانوني، لمقاطعة أطراف سياسية مختلفة الجلسات، لعدم تمرير أي مرشح قبل حصول توافق سياسي عليه بين الأطراف السياسية.
أحمد الموسوي: جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان ستؤجل للسنة الجديدة
وقال النائب عن "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق أحمد الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الخلافات بين الأطراف السياسية بشأن اختيار رئيس جديد للبرلمان، ما زالت بلا حل واضح، ووجهات النظر متباعدة. وزاد ذلك أن المفاوضات توقفت منذ أيام بسبب الانشغال بانتخابات مجالس المحافظات" التي جرت في 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
جلسة انتخاب رئيس للبرلمان ستؤجل للعام المقبل
وأضاف الموسوي أن "جلسة انتخاب رئيس جديد تحتاج لتوافق بين الأطراف المعنية، والأكيد أنه لا جلسة خلال الأيام المتبقية من هذا العام، وستؤجل للسنة الجديدة"، مؤكداً أن "الخلافات تتركز بين الأطراف السياسية السنية حول مرشحها للمنصب".
لكن القيادي في تحالف "العزم" فارس الفارس قال، لـ"العربي الجديد"، إن الخلافات السياسية بشأن انتخاب رئيس البرلمان "لا تنحصر بالقوى السنية فقط، بل حتى القوى الشيعية ضمن الإطار التنسيقي منقسمة فيما بينها على الأسماء المرشحة لهذا المنصب".
وأضاف الفارس، الذي ينتمي لأحد الأطراف السنية العربية المتنافسة على المنصب مقابل تحالف "السيادة": "لم نتمكن من الوصول إلى صيغة اتفاق، وهناك انقسام واضح بهذا الملف، والمفاوضات لحسم الموضوع ستنطلق قريباً. وحالياً الكل منشغل بنتائج انتخابات مجالس المحافظات وحوارات تشكيل الحكومات المحلية، ولهذا ملف انتخاب رئيس البرلمان سيؤجل إلى السنة المقبلة".
واعتبر أن "هناك من يريد استغلال ملف انتخاب رئيس البرلمان الجديد، ضمن مفاوضات تشكيل الحكومات المحلية من أجل تقديم بعض التنازلات، ولهذا لا حلول قريبة لهذه الأزمة. وتأخير حسم هذا الملف سيعمق الخلافات السياسية بشكل أكبر، لكن في نفس الوقت غياب رئيس البرلمان لا يعرقل عمل البرلمان، فهناك هيئة رئاسة وهي من تدير الجلسات".
بدورها، قالت مقررة مجلس النواب بيداء خضر، في تصريح صحافي الأحد الماضي، إن "جلسة انتخاب رئيس البرلمان ستعقد مطلع عام 2024، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي أكد ضرورة عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس المجلس الشهر المقبل، لكن لم يتم تحديد يوم معين للجلسة".
بالمقابل، قال المحلل السياسي محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد"، إن "الخلافات السياسية بين كل الكتل والأحزاب تؤكد عدم إمكانية حسم اختيار رئيس البرلمان الجديد في القريب العاجل، وحسم هذا الملف سيرحل إلى السنة المقبلة، وربما مجلس النواب سيخفق مجدداً باختيار رئيس جديد له لعدم وجود توافق على الاسم المرشح".
الخلافات حول تشكيل الحكومات المحلية تعمق الأزمة
وبين الحكيم أن "الخلافات حول تشكيل الحكومات المحلية، سوف تعمق أزمة انتخاب رئيس البرلمان العراقي الجديد، ولهذا هناك صعوبة في إمكانية الوصول إلى توافق على انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب".
محمد علي الحكيم: الخلافات حول تشكيل الحكومات المحلية ستعمق أزمة انتخاب رئيس البرلمان
وأضاف: "الأكيد أن هناك أطرافا تتعمد تأخير حسم هذا الملف، وتريد أن يبقى المجلس يدار من قبل النائب الأول محسن المندلاوي، خصوصاً أنه جزء من الإطار التنسيقي الذي يملك الأغلبية في البرلمان".
وأضاف أن "السنة الجديدة سوف تشهد خلافات سياسية عميقة بين كافة الأطراف بسبب أزمة انتخاب رئيس البرلمان وربط هذا الملف بملف تشكيل الحكومات المحلية، التي سيكون الخلاف حولها كبيرا وخطيرا، خاصة في بغداد وديالى وكركوك".
ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية الحلبوسي، منتصف الشهر الماضي، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان، فيما أخفق مجلس النواب باختيار بديل الحلبوسي نهاية الشهر نفسه، ما دفعه لتأجيل العملية إلى إشعار آخر.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، فإنّ أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس البرلمان العراقي هم سالم العيساوي، وشعلان الكريم، وعبد الكريم عبطان، وفلاح زيدان، ومزاحم الخياط، وزياد الجنابي، ويحيى المحمدي، ومحمود المشهداني.