العاهل المغربي يستقبل وزير الخارجية الإماراتي

20 يناير 2021
الزيارة الأولى من نوعها منذ توتر العلاقات بين الرباط وأبوظبي (Getty)
+ الخط -

استقبل العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الأربعاء، وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، في مستهل زيارة هي الأولى من نوعها منذ الأزمة التي عرفتها علاقات الرباط وأبوظبي منذ اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/ حزيران 2017.

وكشف بيان للديوان الملكي أن الملك محمد السادس استقبل، الأربعاء بالقصر الملكي في فاس، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الذي نقل إليه رسالة من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان.

وقال الديوان الملكي إنه تم خلال الاستقبال، الذي حضره عن الجانب المغربي مستشار الملك فؤاد عالي الهمة، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، وعن الجانب الإماراتي مدير مكتب الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بحث تطور الشراكة الثنائية في مختلف المجالات.

ويأتي الاستقبال الملكي لوزير خارجية الإمارات في ظل توالي المؤشرات على تجاوز ما عاشته العلاقات بين الرباط وأبو ظبي منذ اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/ حزيران 2017، من حالة توتر توزعت بين مدّ وجزر، كان آخر فصولها مغادرة السفير الإماراتي علي سالم الكعبي، المغرب، في إبريل/ نيسان 2019، بناء على "طلب سيادي عاجل".

 

وكان المغرب قد اتخذ موقف "الحياد البناء" بين الأطراف، بعد إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعتها لقطر، وقال حينها إنه "لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة"، مؤكداً استعداده "لبذل مساعٍ حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل بين أطراف النزاع، إذا أبدت الأطراف الرغبة في ذلك".

وبدا لافتاً افتتاح الإمارات قنصلية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء، وكذلك تأييدها عملية تأمين معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا التي قادها الجيش المغربي في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ودعمها خطة الحكم الذاتي التي تطرحها الرباط لجل ملف الصحراء.

كذلك يأتي الاستقبال بعد أيام عن توجيه قادة مجلس التعاون الخليجي، في ختام القمة التي عُقدت في محافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، بتكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية.

وشدد قادة دول مجلس التعاون، في البيان الختامي الذي توج أعمال القمة الحادية والأربعين، على أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين المجلس والمملكة المغربية، داعين إلى تكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.

وطيلة سنوات الأزمة الخليجية، كان لافتاً تضرر المغرب، بعد أن كان يراهن على دعم التعاون الاستراتيجي مع دول الخليج لجعله أداء لتعاون جنوب-جنوب وإنشاء تحالف استثماري واقتصادي وتجاري وتنموي يجمع بين دول الخليج والقارة الأفريقية والعالم العربي والبحر الأبيض المتوسط، ويضم شراكات وامتدادات خارجية تمتد من الصين والهند إلى روسيا والاتحاد الأوروبي والقارة الأميركية.

وكان المغرب قد أعرب عن ارتياحه للتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات الخليجية وللتوقيع على "إعلان العلا"، بمناسبة عقد الدورة 41 لقمة مجلس التعاون. وقالت الخارجية، في بيان أصدرته في 6 يناير / كانون الثاني الجاري، إنه "انطلاقاً مما يجمع الملك محمد السادس، بإخوانه قادة دول الخليج العربي من وشائج موصولة ومودة صادقة، تعرب المملكة المغربية عن الأمل في أن تشكل هذه الخطوات بداية للمّ الشمل وبناء الثقة المتبادلة وتجاوز الأزمة من أجل تعزيز وحدة البيت الخليجي".

المساهمون