الضفة الغربية تنتفض في يوم غضب نصرة لغزة

15 اغسطس 2014
المواجهات مع الاحتلال في بيت لحم (موسى الشاعر/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
شهدت مدن الضفة الغربية هبة جماهيرية كبيرة، اليوم الجمعة، تلبية لنداءات حركات المقاومة الفلسطينية بالخروج في يوم غضب نصرة لأهالي قطاع غزة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، وأكد آلاف الفلسطينيين الذي خرجوا بتظاهرات الغضب دعمهم للمطالب الفلسطينية في مفاوضات القاهرة.

وكانت السمة الأبرز للتظاهرات هي محاولات الأجهزة الأمنية الفلسطينية إعاقة وصولها إلى مراكز الاحتكاك مع الاحتلال الإسرائيلي، وقيامها بإنشاء حاجز بشري من عناصر الأمن الذين حملوا دروعاً لصد حجارة الشبان، في كل من بيت لحم والخليل.

وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والقوى الوطنية والإسلامية، قد دعتا لتظاهرات غضب نصرة لقطاع غزة، ودعماً للمفاوض الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني من رفع الحصار وفتح المعابر وإعادة تشغيل المطار، وإنشاء ميناء في قطاع غزة، وإعماره.

وخرجت في محافظة الخليل تظاهرة حاشدة انطلقت من مسجد الحسين إلى باب الزاوية، لتشتبك مع الاحتلال الإسرائيلي.

وباءت كل محاولات عناصر الأمن الفلسطيني بالفشل إثر محاولاتهم منع التظاهرة من الوصول إلى باب الزاوية حيث يتمركز جنود الاحتلال.

وأطلقت قوات الاحتلال باتجاه المتظاهرين الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني، ما أدى إلى إصابة 12 فلسطينياً بالرصاص الحي، فيما أصيب العشرات بالرصاص المعدني وحالات الاختناق.

وبينما كان الصحافيون يغطون المواجهات العنيفة التي اندلعت عند باب الزاوية، أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال مصور وكالة "أسوشييتد برس"، إياد حمد، واقتادته إلى جهة مجهولة، فيما أطلقت الرصاص المعدني على سيارة الصحافة التابعة لوكالة "رويترز".

وفي بلدة صوريف شمالي الخليل، أصيب نحو خمسة شبان بالرصاص الحي، وعدد آخر بالرصاص المعدني في المواجهات التي اندلعت في البلدة.

وفي مدينة بيت لحم، تكرر نفس السيناريو، فقد حاول العشرات من عناصر الأمن الفلسطيني إنشاء حاجز بشري يحول دون وصول التظاهرة الغاضبة التي شارك فيها الآلاف نحو المدخل الشمالي للمدينة.

وتمكن المتظاهرون من الوصول إلى المكان بعد احتكاك بينهم وبين الأجهزة الأمنية التي انسحبت من المكان، تاركة الشبان يرشقون الحجارة على البرج العسكري الإسرائيلي عند المدخل الشمالي، وسجلت المصادر الطبية إصابة نحو 20 فلسطينياً بالرصاص المعدني، وعشرات حالات الاختناق نتيجة استهداف قوات الاحتلال للمتظاهرين.

وفي بلدة المعصرة جنوبي بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال تظاهرة البلدة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، ومنعت المشاركين فيها من الوصول إلى منطقة إقامة الجدار العنصري. وحمل المشاركون في التظاهرة شعارات ويافطات منددة بالعدوان على القطاع، وطالبت بفك الحصار عن غزة.

وفي مدينة نابلس، نظمت حركة "حماس" والقوى الوطنية والإسلامية تظاهرتين، الأولى جابت شوارع المدينة، فيما انطلقت الثانية نحو حاجز"حوارة" العسكري شرقي المدينة، إذ اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وجنود الاحتلال.

وفي مدينة رام الله، شارك نحو ألفي فلسطيني في تظاهرة جابت شوارع المدينة، بدعوة من حركة "حماس" عقب صلاة الجمعة، وهتف المشاركون للمقاومة الفلسطينية والوحدة الوطنية، رافعين أعلام "الجبهة الديمقراطية" لتحرير فلسطين ورايات حركة "حماس" والأعلام الفلسطينية.

وفي بلدة النبي صالح شمالي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الفتى بهاء عرار، بعد إصابته بالرصاص الحي في قدمه خلال مشاركته بتظاهرة البلدة الأسبوعية.

وقال النشاط في لجنة المقاومة الشعبية، صالح أبو حسام التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن "جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي باتجاه عرار من كاتم صوت على بعد 100 متر قبل الهجوم عليه واعتقاله واقتياده إلى معسكر للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة".

كما أصيب العشرات بحالات الاختناق عقب إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف باتجاه المشاركين في التظاهرة، وتواجدت قوات الاحتلال داخل بلدة النبي صالح، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.

وفي بلدة بلعين، أصيب العشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، بعد استهداف جيش الاحتلال لتظاهرة البلدة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان التي خرجت تحت شعار "مستمرون في النضال حتى زوال الاحتلال".

ورفع المشاركون في التظاهرة، الأعلام الفلسطينية، والشعارات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على القطاع.

وقبيل صلاة الجمعة، اتهمت حركة "حماس"، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمصادرة راياتها، إلا أنها عادت خلال التظاهرة ورفعتها.

وقال القيادي في "حماس"، سائد أبو البهاء، لـ"العربي الجديد"، إننا "لن نسمح بأن تخفض راية لأي فصيل كان، ولن نسمح لأحد بإعادتنا إلى المربع الأول"، موضحاً أن "(حماس) هي حركة فلسطينية مقاومة، وجزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ومن حقها أن ترفع راياتها، فهي لم تأت من دولة أخرى".

وشدد أبو البهاء، على أن "مواجهة (حماس) لن تكون إلا ضد الاحتلال، مؤكداً أن "على الوفد الذي خرج موحداً في القاهرة أن ينتبه إلى مطالب الشعب الفلسطيني التي كتبت بدماء الشهداء وضرورة المحافظة عليها".

ودعا المقاومة الفلسطينية بأن "تُبقي سلاحها مشرعاً في وجه الأعداء، وأن يدركوا بأن الجماهير خرجت لنصرتهم"، مشيراً إلى أن الحرب المقبلة ستكون حرب التحرير". بدوره، أشاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، "بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة"، مبيناً أن "من يريد النصر عليه بالوحدة والثبات على حقوقه".

وأكد على "حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال"، وطالب "بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وإطلاق سراح الأسرى بمن فيهم أعضاء المجلس التشريعي، والدفعة الرابعة وأسرى وفاء الأحرار".

وأكدت مصادر فلسطينية، لـ"العربي الجديد"، قيام جهاز الاستخبارات في رام الله باعتقال ثلاثة شبان بعد انتهاء التظاهرة، وهم عز الدين القاضي، أمجد زهران، وصفي زيتا.

وفي مدينة طولكرم، منعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدداً من الشبان من الوصول إلى نقطة التماس مع قوات الاحتلال على المدخل الغربي للمدينة بالقرب من مصانع كيشوري الإسرائيلية، عقب تظاهرة دعت لها حركة "حماس".

وخرج نحو ألف فلسطيني بتظاهرة جابت شوارع المدينة من المسجد الجديد باتجاه ميدان جمال عبد الناصر، رافعين رايات حركة "حماس" والأعلام الفلسطينية، وهتفوا للمقاومة.

في هذه الأثناء، أقدمت قوات الاحتلال على تصوير تظاهرة مطالبة بفتح بوابة قرية كفر قدوم المغلقة منذ سنوات، من خلال طائرة بدون طيار.

وقال أحد نشطاء التظاهرة في كفر قدوم، كامل القدومي، لـ"العربي الجديد"، "إنه ولأول مرة منذ ثلاث سنوات لم تقمع قوات الاحتلال التظاهرة، وأنها غالباً ما تستهدفها قبل الوصول إلى المدخل الرئيسي".

المساهمون