تمثل الضربات الجوية التي ينفذها الجيش العراقي، الاستراتيجية الأكثر اعتمادا بعمليات ملاحقة بقايا عناصر "داعش" في المحافظات العراقية المحررة، فيما تؤكد قيادات عسكرية فعالية الاستراتيجية، ونجاحها في تحجيم تحركات عناصر التنظيم.
وشهد عموم المحافظات العراقية، خلال الأشهر الماضية، هدوءًا أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة، لا سيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران ضربات نوعية ضد التنظيم.
وفي وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء - الخميس، أعلنت السلطات الأمنية في العراق، مقتل 3 عناصر من تنظيم "داعش" في ضربة جوية نفذت بمحافظة كركوك.
ووفقا لبيان لخلية الإعلام الأمني الحكومية، فإنه "بعد العملية النوعية للضربات التي استهدفت أمس الأول الثلاثاء، عناصر داعش وأوكارهم ضمن وادي الشاي في كركوك، التي نفذت بمعلومات دقيقة، نفذت قوة من قيادة عمليات كركوك مع عناصر مديرية الاستخبارات العسكرية حملة تفتيش مكان الضربات الجوية، وعثرت على أشلاء لثلاث جثث لعناصر من التنظيم".
وأكد "العثور على عبوات وأحزمة ناسفة، وعدد من المضافات لداعش تحت الأرض، تضم مجموعة من الأنفاق والأوكار، ومواد متفجرة وقنابل يدوية ونواظير ليلية ونهارية وكاميرات ومولدات كهربائية مفخخة تم تدميرها تحت السيطرة"، إضافة إلى "العثور على وثائق مهمة، ومواد لوجستية ومواد غذائية".
من جهته، أكد ضابط رفيع بقيادة الجيش العراقي اشترط عدم ذكر اسمه خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن الضربات الجوية تمثل حاليا الاستراتيجية الأكثر فعالية بملاحقة عناصر "داعش" وإنهاء تحركاتهم، مبينا أن "الاستراتيجية تم اعتمادها منذ نحو 6 أشهر، وأنها تنفذ بالاعتماد على المعلومات الاستخبارية التي ترصد مواقع داعش وتحركاتهم".
وأضاف: "خلال الفترة المحددة أحبطت عشرات التحركات والهجمات لعناصر التنظيم، وقتل العشرات من عناصرهم بينهم قيادات في التنظيم"، مشيرا إلى أن "الاستراتيجية حجمت بشكل واضح تحركات التنظيم". وأكد أن "القوات ستواصل العمل بالاستراتيجية، خاصة في المناطق الوعرة التي يصعب فيها تحرك القوات البرية".
وكان المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء يحيى رسول، قد كشف الأحد الماضي، عن مقتل ما يسمى بـ"آمر قاطع الوقف بتنظيم داعش" بضربة نفذتها طائرات أف 16 العراقية بمحافظة ديالى.
يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، قبل عدة أشهر، بإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحد من حركاتهم.
وتواصل القوات العراقية منذ عدة أشهر ما تصفه بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.