الصين تبدأ مناورات عسكرية حول تايوان رداً على "أعمال انفصالية"

23 مايو 2024
مقاتلة حربية على متن حاملة طائرات في بحر الصين الجنوبي، 8 إبريل 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الصين بدأت مناورات عسكرية حول تايوان كـ"عقوبة" لأعمال اعتبرتها "انفصالية"، بعد تنصيب لاي تشينغ-تي رئيسًا لتايوان، مستخدمة سفن وطائرات حربية لتطويق الجزيرة وتأكيد على "الاستعداد القتالي".
- تايوان ردت بإرسال قواتها البحرية والجوية والبرية للدفاع عن "الحرية والديمقراطية"، معتبرة المناورات الصينية استفزازات تهدد السلام والاستقرار الإقليميين.
- قائد عسكري أمريكي وصف المناورات بأنها "مثيرة للقلق" لكن متوقعة، مؤكدًا على أهمية الإدانة الدولية لهذه التحركات وإمكانية تجنب النزاع بين الصين وتايوان.

بدأت الصين صباح الخميس مناورات عسكرية حول تايوان تستمر يومين، حيث طوقت الجزيرة بسفن وطائرات حربية، معتبرة ذلك "عقوبة" على "أعمال انفصالية"، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية. وتأتي المناورات بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطير" اليمين رئيسا جديدا للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

وذكرت وكالة شينخوا الصينية الرسمية أن الجيش الصيني "بدأ مناورات عسكرية مشتركة حول جزيرة تايوان اعتباراً من الساعة 7.45 من صباح الخميس (23.45 بتوقيت غرينتش)"، مضيفة أن المناورات تجري في مضيق تايوان وفي شمال الجزيرة وجنوبها وشرقها.

وأضافت الوكالة أن المناورات التي تجري يومي الخميس والجمعة وتحمل اسم "السيف المشترك 2024 آيه"، سوف تركز على "الاستعداد القتالي لدوريات بحرية جوية مشتركة (...) وتوجيه ضربات دقيقة مشتركة إلى أهداف رئيسية".

ونقلت الوكالة عن المتحدث العسكري الصيني لي شي، قوله إن المناورات المشتركة تمثل "عقوبة قوية على الأعمال الانفصالية للقوى الاستقلالية في تايوان وتحذيراً شديد اللهجة ضد تدخل واستفزازات قوى خارجية". ونددت تايوان الخميس بالمناورات العسكرية الصينية، ودان بيان صادر عن وزارة الدفاع التايوانية "بشدة مثل هذه الاستفزازات والأفعال غير العقلانية التي تقوض السلام والاستقرار الإقليميين".

الصورة
مضيق تايوان الواقع بين ساحل جنوب شرق الصين وتايوان، 29 أكتوبر 2018 (Getty)
مضيق تايوان الواقع بين ساحل جنوب شرق الصين وتايوان، 29 أكتوبر 2018 (Getty)

وأضاف البيان: "أرسلنا قوات بحرية وجوية وبرية للرد... للدفاع عن الحرية والديمقراطية وسيادة جمهورية الصين"، في إشارة إلى تايوان باسمها الرسمي. وكانت آخر مرة أعلنت فيها الصين عن مناورات عسكرية مماثلة حول تايوان في أغسطس/آب الماضي بعد توقف لاي، نائب الرئيس آنذاك، في الولايات المتحدة خلال زيارة لباراغواي.

وفي إبريل/نيسان، أجرت الصين مناورات تحاكي تطويق الجزيرة في أعقاب لقاء الرئيسة السابقة للجزيرة تساي إنغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي آنذاك كيفن مكارثي في كاليفورنيا. كما أطلقت الصين مناورات عسكرية كبيرة عام 2022 بعد زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، لتايوان.

تايوان تأسف

إلى ذلك، رأت تايوان أنه "من المؤسف" أن تباشر الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة بعد أيام على تنصيب الرئيس الجديد لاي تشينغ-تي. وقالت الناطقة باسم الرئاسة التايوانية كارين كوو في بيان: "من المؤسف رؤية الصين تلجأ إلى تصرف عسكري أحادي الجانب ومستفز يهدد الديمقراطية والحرية في تايوان فضلا عن السلام والاستقرار الإقليميين". وأضافت: "سنستمر في الدفاع عن الديمقراطية في وجه التحديات والتهديدات الخارجية".

من جهته، اعتبر قائد عسكري أميركي أن المناورات العسكرية الصينية حول تايوان "مثيرة للقلق" لكنها متوقعة. وقال الجنرال ستيفن سكلينكا، نائب قائد القيادة الأميركية بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أمام حشد في كانبيرا: "كنا نتوقع شيئا كهذا، بصراحة، لكنه أضاف: "إنه أمر مثير للقلق". وتابع: "توقعنا لهذا التصرف لا يعني أنه لا ينبغي أن نندد به علنا. الأمر مثير للقلق".

واستطرد قائلا إن دولا أخرى إلى جانب الولايات المتحدة يجب أن تعرب عن معارضتها لهذه المناورات. وأوضح "من المهم أن تندد الولايات المتحدة بالصينيين لكن سيكون التأثير أقوى برأيي عندما يصدر التنديد عن دول أخرى في المنطقة". وتابع يقول: "أؤمن أيضا أنه بالإمكان تجنب النزاع بين بلدينا وهو ليس نتيجة حتمية"، مشددا على أن "هدف" الصين من المناورات موجه للداخل وليس للمجتمع الدولي.

(فرانس برس)

المساهمون