فشل الاجتماع التمهيدي بين رؤساء الولايات الفيدرالية الخمس في الصومال من جهة، والرئيس محمد عبد الله فرماجو من جهة ثانية، والذي عقد في معسكر حلني داخل مطار مقديشو، جنوب العاصمة، اليوم الأربعاء، في التوصل إلى اتفاق حول عقد مؤتمر بين الشركاء السياسيين في البلاد، للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية ويحدد مساراً جديداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وقال وزير الإعلام الصومالي، عثمان دبي، في تصريح صحافي عقب الاجتماع، إنّ "رئيسي إقليمي بونتلاند، سعيد عبد الله دني، وجوبالاند، أحمد محمد إسلام مدوبي، سبب فشل الاجتماعات التمهيدية الأخيرة حول الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد"، معرباً عن حزنه إزاء "فشل هذا الاجتماع بسبب مواقف الولايتين الفيدراليتين".
وأوضح دبي أنّ "شروطاً تعجيزية من جانب رئيسي بونتلاند وجوبالاند أفشلت جهود التوصل إلى حل لإنهاء الخلافات السياسية"، مشيراً إلى أنهما "اشترطا ضرورة إشراك المعارضة السياسية ووفود دولية أجنبية في المؤتمر. كما طعنا بشرعية البرلمان والمجالس التنفيذية في البلاد".
دبي: شروط تعجيزية من جانب رئيسي بونتلاند وجوبالاند أفشلت جهود التوصل إلى حل لإنهاء الخلافات السياسية
وتدور الخلافات حالياً بين الحكومة الصومالية ومعارضيها حول نقطتين؛ أولاهما تتمثل في تأمين مقر المؤتمر، والجهة التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن، إذ رفض رئيسا بونتلاند وجوبالاند أن تتولى القوات الصومالية أمن مقر الاجتماعات، بحجة أن فرماجو استخدمها أداةً لتنفيذ أجنداته السياسية، وطالبا بتولّي القوات الأفريقية مسؤولية الحفاظ على أمن مقر الاجتماعات. أما النقطة الثانية فمرتبطة بأجندة المؤتمر والمشاركين فيه.
وبحسب وزير الإعلام، فإنّ "الجهود التي بذلت من أجل إقناع رئيسي بونتلاند وجوبالاند للتنازل فشلت"، مضيفاً "توضح الحكومة الصومالية للشعب الصومالي أن رئيسي الولايتين سبب المشكلة السياسية الراهنة، وأنهما يعيقان تنظيم انتخابات وفق اتفاق 17 سبتمبر/ أيلول الماضي".
وقد توصل الصوماليون في سبتمبر/ أيلول 2020 إلى توافق في الآراء بشأن نموذج انتخابي غير مباشر، مما أنهى الجمود السياسي الذي دام عامين بين الحكومة الاتحادية والأقاليم.
يذكر أنّ الخلافات بين الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، الذي انتهت ولايته الدستورية في الثامن من فبراير/ شباط الماضي، من جهة، ورئيسي بونتلاند وجوبالاند من جهة ثانية، أدت إلى تأجيل العملية الانتخابية في البلاد أكثر من مرة، من دون تحديد موعد لها، على الرغم من عقد جولات حوارية عدة، مما أثر سلباً على الوضعين السياسي والأمني للبلاد.