الصومال: تفاهمات بين الأطراف السياسية لتنظيم اقتراع مباشر

14 يوليو 2023
رئيس الصومال حسن شيخ محمود (Getty)
+ الخط -

اختتم في العاصمة الصومالية مقديشو، مساء اليوم الخميس، مؤتمر تشاوريّ بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وعدد من القادة والسياسيين السابقين، بشأن احتواء الخلافات المتعلقة بالتحول إلى نظام رئاسي وتنظيم اقتراع مباشر بحلول نهاية العام القادم.

وقال فرحان محمد جمعالي، المتحدث باسم الحكومة الصومالية، في ختام المؤتمر التشاوري، إن هذا الاجتماع ركز على القضايا المصيرية المتعلقة بشأن الانتخابات المباشرة والتحول إلى نظام رئاسي، وفتح باب مشاركة الأحزاب السياسية في الانتخابات المقبلة، وتحديد فترة حكومات الولايات الفيدرالية والمجالس التنفيذية والتشريعية في البلاد.

وأشار جمعالي إلى أن السياسيين قدموا اقتراحات وتوصيات مختلفة بشأن معالجة الملفات المتعلقة بالقضايا المصيرية التي تحتاج إلى توافق سياسي بين الشركاء السياسيين. وأوضح أن المؤتمرين أشادوا بالجهود التي تبذلها الحكومة الفيدرالية للقضاء على حركة الشباب وجهودها الرامية إلى إعفاء الديون عن البلاد، بالإضافة إلى مهمة تولي ملف الأمن من القوات الأفريقية.

ووفق المتحدث ذاته، فإن البيان الختامي أوصى بضرورة مشاركة نظام بونتلاند في المشاورات المقبلة بشأن البت بالقضايا المصيرية.

وترفض ولاية بونتلاند مقررات المؤتمر التشاوري الذي انعقد في العاصمة مقديشو بين الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات في 27 مايو /آيار الماضي، وتمخض عنه قرار مثير للجدل يجيز التحول إلى نظام رئاسي في البلاد وتنظيم اقتراع مباشر (صوت واحد شخص واحد) بحلول عام 2026 .

ويبدي السياسيون، خاصة الرؤساء السابقون ورؤساء الحكومة، تخوفهم من أطماع تمديد للحكم من قبل الرئاسة الصومالية، والشروع في تنظيم انتخابات نيابية ورئاسية يتم التلاعب بها وتزويرها من قبل الحكومة الفيدرالية والرئاسة الصومالية.

وفي هذا السياق، قال المدير العام للقصر الرئاسي، حسين شيخ محمود، في حديث لوسائل إعلام محلية، إن مسألة تمديد فترة الحكومة والرئاسة غير واردة، وأنه لا توجد حالياً نوايا لتمديد فترة الرئيس حسن شيخ محمود، ومدته لن تتجاوز 4 سنوات، ولا يفكر بتمديده ليوم واحد.

وأضاف أن مراجعة الدستور الصومالي وتعديل بنود بما يتوافق مع المرحلة يبدأ تنفيذها بعد الرئاسيات القادمة، ولا تشمل هذه التعديلات الجديدة الفترة الراهنة.

ويقول الصحافي في وكالة "صونا"، أحمد محمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن ما توصل إليه المشاركون في المؤتمر التشاوري في العاصمة يعد مجرد توصيات عامة، وأن تنظيم انتخابات رئاسية مباشرة في الصومال عام 2024 دونه عقبات وتحديات كثيرة.

ويضيف محمد أن المؤتمر كان يهدف بالدرجة الأولى إلى إقناع الوجهاء السياسيين السابقين، بشأن العملية الجارية للاستعداد لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية مغايرة للانتخابات غير المباشرة التي عرفها الصومال لمدة عقدين.

وتقول حليمة يري، رئيسة لجنة الانتخابات الفيدرالية المستقلة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هناك عقبات كثيرة أمام تنظيم انتخابات مباشرة في البلاد، وأنه لا توجد حالياً لوائح وقوانين متفق عليها بين الأطراف الصومالية لإجراء هذه الانتخابات، فضلاً عن الدستور غير المكتمل الذي لا يوضح قوانين إجراء وتنظيم الانتخابات، إلى جانب عدم توفر قوانين لتسيير عمل الأحزاب السياسية والانتخابات العامة بالبلاد.

وتضيف حليمة أن "الانتخابات التي شهدتها الصومال كانت تدار فقط من قبل فريق محدد، وهناك تدخلات من قبل القيادة العليا من الحكومة أو أجهزة الأمن، ولهذا يجب إيجاد لجنة انتخابية مستقلة ومحكمة إدارية تختص في فصل النزاعات المتعلقة بحل الخلافات حول الانتخابات، وأن تكون تلك الجهات مستقلة ولا علاقة لها بالحكومة والرئاسة الصومالية".

وحول إمكانية تنظيم انتخابات مباشرة في الصومال في غضون عامين، تقول حليمة إن ذلك "أمر ممكن، ما دام أن الدول المجاورة تنظم انتخابات مباشرة، كما أن حكومة صوماليلاند تنظم اقتراعاً شعبياً لسنوات، إلى جانب تجربة نظام بونتلاند الذي نظم أول انتخابات شارك الشعب فيها بانتخاب أعضاء البلديات (انتخابات البلديات مايو/ آيار الماضي) منذ تأسيسها (1998)".

المساهمون