الصومال: انطلاق مؤتمر تشاوري لبحث سبل استكمال الانتخابات

03 يناير 2022
أزمة سياسية خانقة بين قادة البلاد حول إجراء الانتخابات(فرانس برس)
+ الخط -

انطلق في العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم الإثنين، مؤتمر تشاوري لبحث سبل استكمال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.

وشارك في المؤتمر، الذي يتوقع أن يستمر لمدة 3 أيام، رؤساء الولايات الفيدرالية الخمس إلى جانب رئيس الحكومة محمد حسين روبلي.
وقال مصدر من مكتب الاتصال في الحكومة الفيدرالية، إن المؤتمر سيناقش سبل استكمال وتسريع عمليات تنظيم انتخاب أعضاء مجلس الشعب (الغرفة الأولى) والتي تتألف من 275 عضواً.

وقال المتحدث باسم الحكومة محمد إبراهيم معلمو، عقب الاجتماع التمهيدي، لوسائل الإعلام المحلية، إن "هدف الاجتماع هو وضع جدول زمني محدد لاستكمال الانتخابات التشريعية، لتكون الانتخابات البرلمانية مخرجاً من التوترات السياسية في البلاد".

وأشار معلمو إلى أن الشركاء السياسيين في البلاد (رئيس الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات) سيجرون لقاء مع أعضاء من بعثة الأمم المتحدة والسفراء الأجانب، إلى جانب ممثلين من اتحاد المرشحين للانتخابات الرئاسية وأعضاء من المجتمع المدني، بهدف الاستماع لمطالب وشكاوى تلك الجهات التي تهتم بالانتخابات.

وأوضح أن هذا المؤتمر يركز فقط على تصحيح مسارات الانتخابات البرلمانية وتقريب المواقف من أجل تنظيم انتخابات شفافة، وأن رئيس الحكومة عازم على إنجاح هذا المؤتمر في نهاية المطاف.

ويعد هذا المؤتمر هو الثالث من نوعه منذ مايو/أيار الماضي، حيث تتكرر الخلافات بين  الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو ورئيس الحكومة محمد حسين روبلي بشأن نزاهة وشفافية الانتخابات، التي أثارت جدلاً سياسياً  بعد تزوير عدة مقاعد انتخابية في ولايتي جلمدغ وجنوب غربي الصومال.

وقالت مصادر صحافية مستقلة إن الاجتماع التشاوري سيبحث أيضاً بإمكانية حصر الدوائر الانتخابية بدائرة انتخابية واحدة من أصل 11 دائرة انتخابية في عموم البلاد، بهدف الحد من التداعيات الأمنية واللوجستية التي تواجهها عملية تنظيم الانتخابات البرلمانية، وهي التي تسببت بالأزمة السياسية، نتيجة الانقسامات العشائرية في ما يتعلق بتلك الدوائر.

كما أن المؤتمر سيناقش أيضاً أهمية تولي رئيس الحكومة الفيدرالية ملف أمن الانتخابات، وتصحيح عملية تنظيم الانتخابات البرلمانية لتحظى بثقة الجميع، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية في مطلع فبراير/شباط المقبل.

وبحسب متابعين، فإن دائرة انتخابية واحدة في عموم الولايات الفيدرالية ستقلل حاجة الحكومة الفيدرالية للدعم المالي الخارجي، إلى جانب الحد من العقبات الأمنية التي تهيمن على العملية الانتخابية في البلاد، والتي أرجئت لنحو عام.

ويأتي المؤتمر في وقت يشهد فيه الصومال أزمة سياسية خانقة بين قادة البلاد حول إجراء الانتخابات، والتي وصلت إلى مرحلة تبادل الاتهامات بينهم بالمسؤولية عن فشلها وعرقلتها.

وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو عن فشل روبلي في قيادة العملية الانتخابية، وهو اتهام رفضه الأخير، معتبراً إياه "خطوة متعمدة لعرقلة مسار الانتخابات".

وقرر فرماجو، عقب ذلك بيوم، توقيف روبلي عن العمل لحين انتهاء ما قال إنها تحقيقات في قضايا فساد، الأمر الذي رفضه روبلي وقال إنه "محاولة من فرماجو للانقلاب على نظام الدولة والدستور".

وأثارت هذه التطورات دعوات داخلية وخارجية، بينها أميركية وبريطانية، إلى ضبط النفس وحل الأزمة سلميا. وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، انتهت ولاية البرلمان، فيما انتهت ولاية فرماجو (4 سنوات)، في 8 فبراير/شباط الماضي.

وبعد سلسلة من الخلافات والتأجيل، تم الانتهاء من انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وفي مطلع الشهر ذاته بدأت انتخابات مجلس الشعب، وكان مقررا انتهاؤها في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنها لم تنته بعد، وسط شكاوى المرشحين من عدم تطبيق النزاهة والشفافية ومخالفة القوانين.

المساهمون