حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم السبت، من جر العراق إلى الفوضى وزعزعة السلم الأهلي بسبب عدم قناعة بعض الأطراف بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من الشهر الحالي.
وتعترض قوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران خسرت الانتخابات على النتائج، وينظم أنصارها منذ أيام اعتصامات أمام المنطقة الخضراء وسط بغداد ومحافظات جنوبية رفضاً للنتائج.
وقال الصدر، في بيان له السبت، إن رفض نتائج الانتخابات يمثل أمراً معيبا يزيد تعقيد المشهد السياسي والوضع الأمني، مضيفاً: "بل يعطي تصورا سلبيا عنهم، وهذا ما لا ينبغي تزايده وتكراره".
وتابع: "من هنا ينبغي ألا يتم الضغط على مفوضية الانتخابات المستقلة، أو بعمل القضاء والمحكمة الاتحادية، أو التدخل بعملها"، مضيفاً: "لا بد من خلق أجواء هادئة لتتم المفوضية إجراءاتها بما يخص الطعون أو ما شاكل ذلك". ومضى بالقول: "ليعلم الجميع أن القناعة بالنتائج الإلكترونية سيعود على العراق وشعبه بالأمن والاستقرار".
وأشار زعيم التيار الصدري إلى أن تأييد مجلس الأمن لنتائج الانتخابات العراقية وتبني نزاهتها، والقول إنها فاقت سابقاتها فنيا يعكس صورة جميلة عن الديمقراطية العراقية من جهة، ويعطي الأمل لإذعان الأطراف التي تدعي التزوير في تلك العملية الديمقراطية من جهة أخرى، رافضاً التصرفات التي يمكن أن تتسبب بـ"جر البلاد إلى الفوضى وزعزعة السلم الأهلي".
ورحب مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، بالتقارير الأولية التي أفادت بأن الانتخابات العراقية سارت على نحو سلس، وأثنى المجلس في بيان على جهود الحكومة والمفوضية في إنجاح الانتخابات، مشيداً بجهود المنظمات الدولية التي ساهمت في مراقبة الانتخابات العراقية.
ومن المتوقع أن تعلن مفوضية الانتخابات، الأسبوع المقبل، عن انتهاء مرحلة النظر بالطعون وإرسال قوائم نتائج الانتخابات إلى القضاء للمصادقة عليها، وهو ما يجعلها نافذة دستوريا رغم استمرار رفض القوى الحليفة لطهران وتصعيدها الرافض لنتائج الانتخابات.
ورفض المتحدث باسم حركة "حقوق"، الجناح السياسي لمليشيا "كتائب حزب الله"، العراقية، علي فضل الله، ترحيب مجلس الأمن الدولي بالانتخابات العراقية، قائلاً، في بيان له إن "بيان مجلس الأمن الدولي إزاء الانتخابات وإشادته بجهود المفوضية أمر متوقع كون موقف ممثلة الأمم المتحدة في العراق (جنين هينيس بلاسخارت) لم يكن حياديا، ومن المؤكد أنها نقلت لهم صورة انتخابات نزيهة وشفافة، لكن الحقيقة أن ما حصل في الانتخابات هو مؤامرة دولية كبيرة جدا".
وأشار إلى أن "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى وفصائل رافضة لنتائج الانتخابات سيكون له موقف رسمي تجاه بيان مجلس الأمن". وأضاف أن "حركتنا تعترض على هذا البيان غير المحايد، وكان من المفترض انتظار النتائج النهائية بعد المصادقة عليها من قبل المحكمة الاتحادية".