قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، اليوم الجمعة، إن الحزب الشيوعي الروسي، الذي يعد ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد بعد حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، أكمل "بشكل عام" إعداد مشروع دستور روسي جديد، وهو عبارة عن خليط بين الدستور السوفييتي لعام 1977 والدستور "المطهر" لعام 1993 مع بعض الاستعارات من جمهورية الصين الشعبية.
ومع ذلك، لا تعطي قيادة الحزب الضوء الأخضر لاستخدام الوثيقة في حملة الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في مارس/ آذار المقبل، لأنه لم يتم حسم عدد من النقاط سواء أكانت سياسية أم أخلاقية، مثل حظر الإجهاض من عدمه، ناهيك عن الترجيحات بأن الكرملين لا يسمح للشيوعيين بإدراج مثل هذا الملف ضمن حملتهم.
وعلمت "نيزافيسيمايا غازيتا" أنّ قيادة الحزب الشيوعي ليس لديها موقف واضح من مواعيد إصدار الدستور الجديد ونسخته النهائية، وسط انعدام الرؤية حول ما إذا كان ينبغي تقديم الوثيقة للجمهور في إطار حملة انتخابات 2024 باسم مرشح الحزب أم الانتظار إلى ما بعد الانتخابات.
ورجحت الصحيفة أن رؤية الدستور موجودة حالياً على مكتب زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف لحسم النقاط الرئيسية المثيرة للجدل، ولكنه يتأنى في ذلك.
وفي معرض حديثه عن المؤتمر الانتخابي، المقرر عقده في نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، قال أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سيرغي أوبوخوف، أثناء زيارته إلى مقاطعة كورسك: "نحن المعارضة الحقيقية الوحيدة في روسيا، معارضة بناءة وفعّالة تثبت أننا لا ننتقد فحسب بل نقترح بديلاً".
واستشهد أوبوخوف بإعداد دستور جديد للبلاد كدليل على صدقية كلامه. ورغم أن الوثيقة ليست جاهزة للنظر فيها بعد، إلا أن أوبوخوف أعرب عن أمله في أنها ستصبح عنصراً هاماً لجذب الناخبين.
ورغم أنّ أشهراً معدودة تفصل روسيا عن موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس/ آذار المقبل، إلا أن حملتها لم تنطلق بعد، وسط إحجام الكرملين عن الإعلان عن موقفه من ترشح الرئيس الحالي فلاديمير بوتين لولاية جديدة من عدمه.