علم "العربي الجديد" من مصادر متطابقة، اليوم الثلاثاء، أنّ عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ طلب تصريحًا من الاحتلال الإسرائيلي لزيارة عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي.
وحسب ما وصل إلى "العربي الجديد"، فإنّ الشيخ قدم طلباً للزيارة يتضمن أن يزور البرغوثي في معتقله في سجن "هداريم" هو وشخص آخر، من غير المعروف إن كان هذا الشخص هو أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب.
كما لم تُعلم القناة التي أرسل بموجبها الشيخ إذن الزيارة، "هل هي على المستوى السياسي الإسرائيلي؟ أم تم تقديمه عبر محامٍ إلى إدارة مصلحة سجون الاحتلال؟".
وحسب المصادر، فإنّ "زيارة الشيخ للقيادي البرغوثي من الممكن أن تتم خلال الأيام القليلة القادمة".
وحول الهدف من الزيارة، تشير المصادر المقربة من البرغوثي إلى أنّ "الشيخ يعتزم إقناع البرغوثي بعدم ترشيح نفسه للانتخابات بقائمة منفصلة عن القائمة الرسمية لحركة (فتح) حفاظاً على وحدة الحركة".
وحسب المصادر، فإنّ "لقاء البرغوثي لا يتعلق بوجوده في مكان متقدم على قائمة حركة (فتح)، بل إنه يريد أن يكون له حق (الفيتو) في كل الأسماء التي تضمها القائمة الرسمية ومواقع هذه الأسماء، وهذه نقطة الخلاف الكبيرة التي من الممكن أن تجعل البرغوثي يذهب بقائمة انتخابية تضم قيادات فتحاوية إلى جانب القائمة الرسمية للحركة".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، قد قرر في اجتماع المجلس الثوري لحركة "فتح"، في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، منع أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وأعضاء المجلس الثوري والسفراء والأمناء العامين للفصائل، من الترشح للانتخابات التشريعية، مع إبقاء الباب موارباً لبعض الاستثناءات.
وهذا القرار يقطع الطريق أمام البرغوثي للترشح، لأنه سيكون خارجاً عن قرار الحركة الرسمي، هذا إذا لم تقرر الحركة منحه استثناء يجعله يترشح على قائمتها فقط، نظراً لرمزيته بسبب اعتقاله، وحتى لا تحرق كل الجسور معه، وتستفيد من حلفائه وقاعدته الشعبية.
وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب قد اجتمع، قبل نحو أسبوعين، مع محامي البرغوثي إلياس صباغ، وأطلعه على جهوده في التقريب بين حركتي "فتح" و"حماس" لإنهاء الانقسام، وسلسلة اللقاءات التي قام بها سواء في إسطنبول التركية في سبتمبر/ أيلول 2020، حيث جرى اجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية، أو في لقائهم عبر "الفيديو كونفرنس" بين رام الله وبيروت، وغيرها من اللقاءات التي مهدت الطريق لإصدار المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتتالي.
وتفيد مصادر من حركة "فتح" بأنّ البرغوثي تلقى، خلال الأسبوعين الماضيين، رسالة عبر محاميه من حركة "فتح" أنّ أي ترشح له للمجلس التشريعي أو الرئاسة يجب أن يكون من خلالها.
وحسب ما صرح به عضو المجلس الثوري لحركة"فتح" حاتم عبد القادر قبل أيام، لـ"العربي الجديد"، فإنّ البرغوثي ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية في يوليو/ تموز المقبل.
وتفيد المصادر المقربة من البرغوثي بأنه ينوي الترشح في قائمة مستقلة للتشريعي، في حال لم يُمنح صلاحية أن يكون صاحب قرار بمرشحي القائمة الرسمية، وأنه بعد ذلك ينوي الاستقالة من التشريعي ليترشح للانتخابات الرئاسية.
والبرغوثي (63 عاماً) من قرية كوبر شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية، معتقل منذ 2002 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمسة مؤبدات وأربعين عاماً بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، خلال انتفاضة الأقصى "الثانية" التي اندلعت عام 2000.