منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عائلة وسيم أبو الهيجاء (28 عاما)، من مدينة طمرة بالجليل، من فتح بيت عزاء لابنها، بعدما استشهد برصاص جنود الاحتلال، أول أمس الاثنين، بينما زعمت تنفيذه عملية دهس في حيفا، ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجراح خطيرة، فيما فرضت الشرطة قيودا مشددة على الجنازة، بحيث لا يتجاوز عدد المشيعين 60 شخصا.
ومن المتوقع أن تسلم الشرطة، اليوم الأربعاء، جثمان وسيم أبو الهيجاء، وفق محامي العائلة حسين مناع.
وكانت العائلة قد انتظرت ليلة أمس الثلاثاء استلام جثمانه من الشرطة، إلا أن ذلك لم يحدث، بينما اقتادت الشرطة ذويه إلى التحقيق أول أمس الاثنين، واعتقلت شقيقيه، أحدهما قاصر (16 عاما)، والآخر (22 عاما) حتى يوم غد الخميس، بشبهة معرفتهما مسبقا بنية شقيقهما تنفيذ عملية الدهس.
وفي حديث مع المحامي حسين مناع، قال لـ"العربي الجديد": "نطالب بالتحقيق في ظروف ما حدث ومقتل أبو الهيجاء، فقد رأينا ما ورد من بيانات صحافية عن الحدث الذي وقع في حيفا، إلا أننا لا نعلم مدى صحة القصة، وسنطالب باسم العائلة بالحصول على كافة التوثيقات من أرشيف الكاميرات والتحقيقات التي ستُجرى في هذا الصدد"، مضيفا أن "الجميع مصدوم ومفاجأ مما حدث، لا سيما وأن الشاب المغدور معروف للجميع بأنه مسالم، وكل من عرفه يستبعد أن تكون له علاقة بالاتهامات الموجهة ضده، ونحن نتشبث ببراءته مما نسب إليه من تهم طالما أن الحقيقة لم تتضح بعد".
ولفت مناع إلى أن "من يقوم بالتحقيق في الملف هو جهاز الشرطة وليس الشاباك"، مؤكدا مطالبة عائلة أبو الهيجاء بـ"تقديم إجابات واضحة على جميع التساؤلات وتدعيمها بالأدلة، وعدم اقتصار القصة على بيانات صحافية تصور ما جرى بأنه حدث أمني خطير".
في موازاة ذلك، أصدرت اللجنة الشعبية في طمرة، أمس الثلاثاء، بيانا طالبت فيه بنشر توثيق مصور للحادثة في حيفا وإجراء تحقيق مهني وجدي، كما طالبت الجميع التريث بالحكم على الأمور، إذ إن هناك روايات عديدة واردة يتم تداولها بالإضافة إلى رواية الشرطة، وقد تبين في حالات سابقة مشابهة عدم صحة رواية الشرطة.
وأضافت اللجنة في بيانها: "يشهد أهالي المدينة أن عائلة الشاب وسيم أبو الهيجاء عائلة طيبة، وأن الحديث يدور عن شاب خلوق ومتعلم كما عرفه الجميع، وبالتالي فإننا نستنكر الإجراءات التعسفية بحق عائلته وندعو إلى إيقافها فورا، ونطالب بالإفراج عن إخوته المعتقلين".
ودانت اللجنة حملات التحريض على أبناء المدينة خصوصًا، والمجتمع العربي عموما، في أعقاب هذه الحادثة، وفي ظل أجواء التحريض الموجودة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان وسيم أبو الهيجاء قد درس الطب المخبري في الجامعة العبرية بالقدس، وهو الابن البكر للعائلة، وعمل سابقا في مستشفى مائير في مدينة كفار سابا.