صعدت منظمة "الشبيبة الثورية السورية" المعروفة محلياً باسم "جوانن شورشكر" بالكردية، أخيراً، من عمليات خطف القاصرين والقاصرات، بهدف تجنيدهم عسكرياً.
كما زادت من وتيرة الاعتداء بالضرب وخطف واعتقال أعضاء الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي المعارض لحزب الاتحاد الديمقراطي و"الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سورية، والقيام بعمليات حرق وتكسير مكاتب هذه الأحزاب ومحتوياتها.
و"الشبيبة الثورية السورية" هي مليشيا تتبع إلى حزب العمال الكردستاني، وتعمل تحت غطاء "الاتحاد الديمقراطي"، المتهم بكونه الذراع السورية لـ"العمال". كما يعد "الاتحاد" المكون الرئيس في "الإدارة الذاتية" الكردية لشمال وشرق سورية، والأخيرة بدورها الذراع المدني والتنفيذي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تسيطر على المنطقة عسكرياً وأمنياً.
مدين عليان: يتم داخل المعسكرات تهيئة الشباب عسكرياً وعقائدياً
وأكد الإعلامي مدين عليان، المتابع لشؤون مناطق سيطرة "قسد"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عملية الاستقطاب للانضمام لهذه المليشيا تتم من خلال مراكز "الشبيبة الثورية السورية" ومدن الشباب، التي تستقطب الشباب من مختلف الأعمار لممارسة نشاطات فنية وثقافية.
استقطاب "الشبيبة الثورية السورية" القصر
وأوضح أنه يتم استقطاب القصّر للالتحاق بدورات تدريبية عسكرية تتبع إلى "الشبيبة الثورية السورية" على شكل معسكرات مغلقة تتراوح مدتها بين ثلاثة وستة أشهر، وبعضها يتم ضمن مناطق "الإدارة الذاتية" وأخرى في جبال قنديل حيث يشرف عليها حزب العمال الكردستاني.
وأوضح عليان أنه يتم داخل المعسكرات تهيئة الشباب عسكرياً وعقائدياً، بحيث يكون ولاؤهم المطلق لحزب الاتحاد الديمقراطي، مبيناً أنه لا توجد سن محددة للالتحاق بتلك الدورات، لكنها تستقطب، في الغالب، القصر والشباب دون العشرين سنة.
هجمات "الشبيبة الثورية السورية"
ويوم الجمعة الماضي، هاجمت مجموعة مسلحة من الملثمين التابعين لتلك المليشيا مكتباً للحزب الديمقراطي الكردستاني، أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي، والمنضوي في ائتلاف "قوى الثورة والمعارضة السورية"، في مدينة عين العرب (كوباني)، شمالي حلب. وحطمت المجموعة محتويات المكتب، وأحرقت بعضها، واعتدت بالضرب على الموجودين، ما أدى إلى إصابة بعضهم.
وهددت، الجمعة الماضي، مجموعة أخرى ملثمة ومسلحة من "الشبيبة الثورية السورية" باستخدام القنابل اليدوية وإحراق أجهزة الصوت وخيمة الضيوف المدعوين من قبل المجلس الوطني الكردي، للاحتفال بذكرى وفاة الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني في مدينة الدرباسية شمال الحسكة أقصى شمال شرق سورية.
وندد المجلس الوطني الكردي، في بيان الجمعة الماضي، بالاعتداءين، محملاً مسلحي "وحدات حماية الشعب الكردية"، التابعة إلى "قسد"، المسؤولية عنهما، معتبراً أن "هذه الهجمات تتنافى مع أبسط الأعراف والقواعد والقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان".
كما دعا المجلس "التحالف الدولي وأميركا للوقوف أمام مسؤولياتهما بالضغط على وحدات حماية الشعب، لردعها والكف عن مثل هذه الأعمال الترهيبية، والتي تخلق المزيد من القلق والاستياء لدى أبناء المنطقة".
وسبق أن هاجم عناصر "الشبيبة الثورية السورية" عشرات النشاطات والفعاليات التي يحييها المجلس الوطني الكردي في مناطق "الإدارة الذاتية"، من دون أي محاسبة أو ملاحقة قانونية.
ودانت منظمات حقوقية تعمل في مناطق شمال وشرق سورية، بينها "اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سورية"، في بيان مشترك الجمعة الماضي، هجومي "جوانن شورشكر" على مكتب "الديمقراطي الكردستاني" في عين العرب واحتفال المجلس الوطني الكردي في الدرباسية.
شلال كدو: الشبيبة الثورية عبارة عن منظمة عنفية
وقالت المنظمات، في البيان: "إننا نرى فيما أقدمت عليه منظمة جوانن شورشكر انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وانتهاكاً سافراً لجميع القوانين الدولية والشرائع السماوية والأخلاقية، ويجب تقديمهم لمحاكمة علنية تشارك فيها منظمات حقوق الإنسان ومحامون مستقلون يتم اختيارهم من قبل ذوي الضحايا".
وناشدت "الجهات الحقوقية المحلية والدولية التحرك لإدانة هذه الجريمة، التي تعد واحدة من سلسلة انتهاكات لهذه المنظمة، بتوجيه من داعميها، واعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي مسؤولاً عن هذا الأمر".
منظمة شبابية عنفية
ووصف شلال كدو، ممثل المجلس الوطني الكردي في "قوى الائتلاف والمعارضة"، "الشبيبة الثورية السورية" بكونها "عبارة عن منظمة شبابية عنفية، تمارس العنف ضد المدنيين والقصر، وتمارس خطف القاصرين والقاصرات وتزج بهم في معسكرات الإدارة الذاتية وقسد وحزب الاتحاد الديمقراطي".
وأضاف: "مع شديد الأسف فإن وظيفتها هي ترهيب المدنيين، والرأي الآخر المختلف مع حزب الاتحاد الديمقراطي ومن خلفه حزب العمال الكردستاني، وتعتبر الذراع العنيف لهذا الحزب، وهي التي ترتكب معظم المخالفات وكذلك الأعمال العنيفة ضد الناس وأحزاب المجلس الوطني الكردي".
واتهم كدو، في حديث مع "العربي الجديد"، المليشيا بتنفيذ عمليات اغتيال. وقال: "كما رأينا في المراحل السابقة، حيث تم اغتيال عدد من قياديي المجلس الوطني الكردي منذ انطلاق الثورة السورية".
20 حالة خطف منذ بداية العام الحالي
ورصدت "العربي الجديد"، قيام "الشبيبة الثورية السورية" بأكثر من 80 حالة اختطاف لأطفال وقصّر العام الماضي، ونحو 20 حالة منذ بداية العام الحالي.
وتمت عملية الرصد من خلال توثيق تلك الحالات مع ذوي المخطوفين، الذين يؤكدون من خلال شهاداتهم أن عملية خطف أطفالهم تمت من خلال عناصر "الشبيبة الثورية". وتم رصد نحو 20 شهادة خاصة من قبل "العربي الجديد"، كما تم رصد بقية الحالات من خلال التعاون مع منظمات حقوقية.
وفي آخر حالات الخطف، كشف مصدر من عائلة سميرة علي مورو (13 سنة) لوسائل إعلام محلية، أن "الشبيبة الثورية السورية" اختطفت الفتاة من قريتهم بئر جرود، الواقعة بريف عين العرب شمال حلب، بداية العام الحالي.
وأشار المصدر، الذي لم يكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أنّهم حين استفسروا من المؤسسات التابعة لإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي عن مصير ابنتهم، أبلغتهم بأنّ سميرة الآن في أحد معسكرات التجنيد بمدينة الحسكة وتخضع للتدريبات.