نفى رئيس الحكومة التونسية الأسبق، يوسف الشاهد، وجود انقلاب، فيما يُعرف بحادثة يوم الخميس الأسود، يوم 27 يونيو/حزيران 2019، إذ تزامن في هذا اليوم وقوع عمليات إرهابية مع مرض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونقله إلى المستشفى العسكري.
وعاد الجدل حول تلك الحادثة بعد نشر كتاب لرئيس البرلمان السابق، محمد الناصر، حول ذلك اليوم.
وقال الشاهد إن اتهام رئيس البرلمان السابق لنواب "تحيا تونس" وحركة "النهضة" بالانقلاب، فيه نوع من سوء النية والمغالطة، لأنه لا يمكن رمي الاتهامات الخطيرة بقيادة انقلاب ضد الراحل قائد السبسي ثم ادعاء أنها مجرد فرضية، وأكد الشاهد أنه سيتوجه للقضاء وتقديم الأدلة التي بحوزته، مُفضّلا عدم كشف بعض التفاصيل بسبب واجب التحفظ.
وجاءت هذه التصريحات بعد اتهامه بالضلوع في انقلاب في البرلمان، يتولى بمقتضاه منصب الرئيس خلفاً للرئيس السبسي.
وتحدث الشاهد، في حوار مع قناة "قرطاج بلس" الخاصة، مساء الجمعة، عن تفاصيل ذلك اليوم، مؤكداً أن تونس كادت تدخل خلال تلك الفترة في "حمام دم"، مشدداً على أن الفترة الممتدة بين 27 و30 يونيو/حزيران 2019 شهدت استنفاراً أمنيا غير مسبوق بسبب تهديدات إرهابية شملت حتى تفجير مطار تونس قرطاج الدولي.
وكشف الشاهد أن خمس عمليات إرهابية كادت أن تحصل يومها، وأن الإرهابيين الذين تم إيقافهم اعترفوا خلال التحقيق بأن تنظيم "جند الخلافة" الإرهابي خطط لتفجير المطار، وأن تونس لم تعش خميساً أسود، وإنما أسبوعاً أسود، على حد تعبيره.
وذكر الشاهد أنه فوجئ، في حدود منتصف النهار، ببيان صادر عن رئاسة الجمهورية يؤكد نقل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى المستشفى العسكري بعد تعرّضه لوعكة صحية حادة، موضحاً أن مصطلح "وعكة حادة" يعني سياسياً ودبلوماسياً وفاة الرئيس، وأنه تلقى عدّة اتصالات هاتفية من رؤساء دول شقيقة وصديقة تسأله عن حال الرئيس، وأن وسائل إعلام عربية أعلنت وفاة الرئيس.
وأوضح الشاهد أنه كان أول مسؤول يصدر تدوينة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك يعلن فيها أن الرئيس في حالة جيدة، وتساءل الشاهد عمن كان وراء البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الذي تبعته تدوينة لأحد المستشارين أكد فيها أن حالة الرئيس حرجة ودعا إلى الدعاء له، معتبراً أن بيان الرئاسة هو الذي أشعل النار وأدخل بلبلة في البلاد.
وكشف الشاهد أن وزير الدفاع، عبد الكريم الزبيدي، كان آنذاك في اجتماع مجهول من الساعة 13 حتى الساعة 15 في مقر رئاسة الجمهورية، ولا يعرف مع من اجتمع الزبيدي، وأنه علم بذلك بعد يوم من انعقاد هذا الاجتماع، مشيراً إلى أنه أصدر تعليمات يوم 28 يونيو/حزيران لمدير الأمن الرئاسي، بمنع دخول أي طرف إلى مقرّ رئاسة الجمهورية في غياب الرئيس الباجي.
واستغرب الشاهد من عدم إفصاح الزبيدي عن مخطط الانقلاب حتى موعد انطلاق الحملة الانتخابية. وختم حديثه بالتأكيد على نيته مقاضاة رضا بلحاج، القيادي السابق في حزب حركة "نداء تونس"، والمحامية دليلة مصدق، وإمكانية مقاضاة وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، ولكنه لن يقاضي رئيس البرلمان السابق محمد الناصر، حسب قوله.