أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في القاهرة، تناولت آخر التطورات على الساحة الليبية، خصوصًا في ظل الغموض الذي يحيط إجراء الانتخابات الليبية، المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال مصدر مصري فضل عدم نشر هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ لقاء السيسي بالمنفي، ركّز على بحث السيناريوهات المنتظرة للعملية السياسية في ليبيا، في ضوء الاقتراب من الإعلان الرسمي لتأجيل الانتخابات، لافتاً إلى أنّ الزيارة تأتي أيضاً بعد زيارة المنفي لتركيا واجتماع القيادة التركية معه، ومع أطراف ليبية أخرى.
من جهة ثانية، أفاد بيان لرئاسة الجمهورية المصرية بأن السيسي، استقبل المنفي بقصر الاتحادية بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، ومندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبد المطلب إدريس.
كما عرض المنفي خلال اللقاء "مجمل الوضع السياسي الداخلي الحالي في ليبيا، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، ولتكون للشعب الليبي السيطرة الكاملة على مقدرات بلاده، وفق البيان الرئاسي.
وفي ليبيا، التقى عدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية في مدينة بنغازي ومنهم، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأحمد معيتيق، وفتحي باشاغا، وعارف النايض، وعبد المجيد سيف النصر، والشريف الوافي.
وكتب باشاغا على حسابه الرسمي على "تويتر": "وأنا كلي سعادة غامرة وصلت إلى مدينة بنغازي أرض الثقافة والحضارة ومنارة أحداث ليبيا السياسية. رفقة عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية. سعيد جدا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من سكانها الكرام". وأضاف: "بنغازي ركيزة مهمة لاستقرار ليبيا الذي نطمح إليه، كما ستكون لنا زيارات إلى مدن أخرى قادم الأيام".
وميدانيًا أفادت مصادر ليبية بأن قوات عسكرية ضخمة بقيادة صلاح بادي تحركت نحو العاصمة طرابلس.
وتفصل الليبيين ثلاثة أيام فقط عن الموعد المحدد لأول انتخابات رئاسية، إلا أنّ مصيرها أصبح شبه محسوم، بعد توافق دولي على ضرورة تأجيلها، ولا سيما من قبل الطرف المصري.
ويعيش الليبيون على وقع ترقب لما تحمله الأيام المقبلة لبلادهم، ولا سيما مع ارتفاع فرص تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في ظل جهود لافتة تقوم بها المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للشأن الليبي، ستيفاني وليامز، بانتظار أن تعلن خطتها حول العملية الانتخابية، يوم الاثنين المقبل، بحسب ما كشف عنه رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، في تصريحات تلفزيونية، ليل الجمعة الماضي.
وأشار المشري إلى أنّ وليامز تتبنى رؤية، ملخصها تأجيل الانتخابات الليبية إلى أقصى حدّ ممكن، "لكن لا يتجاوز يوم 21 يونيو/حزيران المقبل". وبعد لقاءات كثيفة في طرابلس جمعتها مع أغلب مسؤوليها، مروراً بمصراتة وسرت، للقاء قادة سياسيين وعسكريين، وصلت وليامز إلى بنغازي، الجمعة، والتقت فيها عدداً من المسؤولين أيضاً، لتلخص نتيجة اللقاءات بقولها، عبر تغريدة على حسابها في "تويتر"، إنها ناقشت العملية الانتخابية، واستمعت إلى مقترحات حول الإصلاحات الاقتصادية، والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.
وبدأ السجال علنياً بين مجلس النواب والمفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، بشأن من هو المسؤول عن إعلان تأجيل الانتخابات، المقررة يوم 24 ديسمير/كانون الأول الحالي، فيما لا تزال الاتصالات تُجرى في الكواليس بجهود دولية وأممية لحسم الخلاف.