السيسي يطالب المصريين بالوقوف مع الدولة و"عدم الالتفات للشائعات"

04 أكتوبر 2022
تحدث السيسي على هامش ندوة الجيش التثقيفية بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر 1973 (Getty)
+ الخط -

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مواطني بلاده بـ"الوقوف إلى جانب الدولة، وعدم الالتفات للشائعات والأكاذيب"، قائلاً: "أنا لا أخاف من الشائعات، ودائماً ما أقول إن الله بالغ أمره. ونحن نسعى إلى بناء وتنمية وتغيير، ودفع حياة الناس إلى الأفضل بأمانة وشرف، بعيداً عن ألاعيب السياسة"، على حد زعمه.

وأضاف السيسي، على هامش ندوة الجيش التثقيفية بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر 1973، الثلاثاء، أن "مصر توقفت تماماً عن الإنتاج والتنمية لمدة 15 عاماً (1967-1982) بسبب تداعيات الحرب (مع إسرائيل)"، مستطرداً: "يجب على المثقفين والمفكرين أن يتوقفوا أمام كل كلمة أتحدث بها، فخلال هذه الأعوام توقفت كل مظاهر الحياة. وفي المقابل، لم يتوقف نمو السكان في البلاد".

وتابع: "حينما دخل الجيش مناطق شبه جزيرة سيناء في فبراير/شباط ومارس/آذار من عام 2011، بعد ما حدث في يناير/كانون الثاني (الثورة المصرية)، بدأ في الاقتتال مع قوى الشر والتطرف بمعاونة الشرطة. ومصر دفعت ثمناً كبيراً جداً لما حدث في 2011".

وواصل السيسي: "لم نوقف التنمية بعد أحداث 2011 مثلما حدث بين عامي 1967 و1982، وأنا جعلت الدولة تشتغل بأقصى طاقة ممكنة، وأقول هذا الكلام حتى يكون معلوماً أن العدائيات لن تتوقف في حياة أي أمة. هذه سنة من سنن الله تعالى، واختبار من اختبارات الوجود الذي نحن موجودون فيه"، حسب قوله.

وأكمل: "يوجد ثلاث قضايا هامة تمثل العدو الحقيقي لأي أمة، وهي الفقر والجهل والعجز، والكثير في بلدنا يعرفون جيداً ما معنى الفقر والعوز، ولكن ماذا عن الجهل؟ الجهل أمر خطير، لأنه يجعلك تقدم على خطوات تؤذيك، وتؤذي كل من حولك".

وقال السيسي: "الأزمة الاقتصادية العالمية يئن تحت وطأتها كل فرد على كوكب الأرض، وتعد نموذجاً على كل ما نراه ونعيشه ونحياه. ونحن نحاول على قدر استطاعتنا تجاوز هذه الأزمة بالجهد الصادق، والعمل المخلص".

واستدرك: "في ظل هذه الأحداث والظروف، لا تزال هناك قوى شر تضمر داخلها كـل معانـي الحقد والكراهية، وتبث سمومها في شرايين الوطن، من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والضلالات. والهدف منها هو فقد الثقة بين المواطن وقادته، واغتيال معنوياته".

وعن حلول الذكرى التاسعة والأربعين لحرب السادس من أكتوبر، قال: "لقد أبرزت هذه الحرب مقدرة الإنسان المصري، وتفوقه في أصعب اللحظات التي مرت بها مصر والأمة العربية، وحققت فيها معجزة العبور. لقد كان يوماً مقدراً له أن يظل خالداً، ليس فقط في وجدان مصر وشعبها، وإنما في ضمير الأمة العربية بأسرها، وشعوب العالم المحبة للسلام".

وأضاف السيسي: "مصر لم تحارب فقط دفاعاً عن أرضها، وإنما من أجل تحقيق السلام، وهو ما نجحت فيه، وحافظت على مكتسباته. ولذلك وجب تقديم التحية لكل من ساهم في صنع أعظم أيام مصر في تاريخها الحديث. والتحية موصولة إلى روح الشهيد البطل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي اتخذ بجسارة قرار العبور العظيم، رغم شبح الهزيمة الذي كان يطارد الجميع".

وزاد قائلاً: "بوصفي مواطناً مصرياً، ورئيساً للبلاد، أوجه تحية يملؤها الإجلال والاحترام والاعتزاز للقوات المسلحة المصرية، تلك المؤسسة العسكرية الوطنية التي أشرّف بأن أكون من أبنائها. وهي رمز البسالة والإقدام والصمود والتحدي، وحصن هذا البلد الأمين، وحامي مقدرات الشعب".

وأردف السيسي: "ستظل العلاقة الفريدة بين الشعب المصري والجيش أمراً مقدساً، وضماناً أبدياً لأمن هذا الوطن، واستقراره. وتحية من أعماق القلب إلى أرواح الشهداء أبطالنا الذين منحونا حياتهم ذاتها، كي يحيا الوطن حراً كريماً مستقلاً".

واستطرد: "الجمهورية الجديدة لمصر التي أراها عين اليقين، سوف نحقق بها معجزة العبور الآمن. إنها الجمهورية التي تهدف إلى تحقيق تطلعات هذا الجيل، والأجيال القادمة، وإلى الانطلاق على طريق التقدم، وامتلاك القدرة في جميع المجالات حتى تصبح مصر دولة حديثة متطورة، ينعم فيها المصريون بمستويات معيشية كريمة".

واستكمل السيسي: "كما شاء القدر لجيل حرب أكتوبر أن يعاصر مراحل تاريخية ذات أعباء جسام، فإن الأجيال الحالية على موعد أيضاً مع القدر، حيث تعيش مرحلة غير مسبوقة في تاريخ مصر الممتد، وتعاصر أحداثاً وتداعيات هائلة أمنية وسياسية واقتصادية يشهدها العالم بأسره".

وختم بالقول: "إنني على يقين بأن الإنسان المصري صانع الحضارة أكبر وأقوى من تلك المساعي المضللة الكاذبة، وأن لديه قدرة فطرية أن يميز بقلبه السليم، وعقله الواعي، ما بين الغث والثمين والهدم والبناء. وما بين الإخلاص وحب الوطن والشعب، والخبث وكراهية هذا الوطن وشعبه".

دلالات
المساهمون